الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة من لا يستطيع النزول من السيارة إلا بعد شروق الشمس

السؤال

ما هو آخر وقت لصلاة الصبح؟ فأنا أذهب للعمل قبل الفجر، وأركب السيارة، ويحكم علينا صاحب السيارة ألا يقف لنصلي الفجر، مع العلم أن المسافة أربع ساعات، فهل يجوز أن أصلي في السيارة، أم أصلي بعد نزولي منها بعد شروق الشمس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن وقت الصبح ينتهي بطلوع الشمس، كما ذكرنا في الفتوى: 247879.

فإذا كان الحال على ما ذكرتَ من أنك لا تستطيع النزول من السيارة إلا بعد شروق الشمس, فإنك تصلي الصبح في وقتها في السيارة جالسًا، إذا لم يمكنك القيام.

كما يجب عليك المحافظة على استقبال القبلة، حسب استطاعتك, فتدور إلى القبلة، إذا انحرفت السيارة إلى جهة أخرى.

فإن عجزت عن ذلك، صليت على حالتك التي تقدر عليها, فتومئ إيماء "تشير برأسك"، وتجعل السجود أكثر انخفاضًا من الركوع، ولا حرج عليك؛ لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، جاء في مجموع فتاوى ابن باز: وأما الفريضة من القادر على استقبال القبلة، فليس له أن يتوجه إلى غيرها؛ سواء كان مقيما أو مسافرًا، لكن من كان في السفينة، أو الطائرة، ونحوهما، فالواجب عليه أن يتقي الله ما استطاع، ويجتهد في استقبال القبلة، حسب الإمكان، ويدور مع السفينة، والطائرة كلما دارتا، وإذا غلبه الأمر في بعض الأحيان، ولم يشعر إلا وهو إلى غير القبلة، لم يضره ذلك؛ لقول الله عز وجل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني