الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نداء وسؤال الغائب إن كان مجازيًّا

السؤال

إذا طلب شخص من والدته في قصيدة أن تساعده عندما يحتاجها، فهل هذا جائز؟ وهل طلب المساعدة عمومًا من الغائب مجازيًّا جائز؟ وإذا طلب شخص من شخص أن يساعده على الشعور بالسعادة فهل ذلك حرام؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدعاء، أو النداء، أو السؤال للغائب، إن كان مجازيًّا غير حقيقي، كالذي يكون في الشعر، ونحوه، لا يقصد به حقيقة الطلب من الغائب؛ فهذا غير داخل في دعاء الغائب المنهي عنه، قال السَّهسواني في صيانة الإِنسان عن وسوسة الشيخ دحلان: المانعون لنداء الميت، والجماد، وكذا الغائب، إنما يمنعونه بشرطين:

(الأول): أن يكون النداء حقيقيًّا، لا مجازيًّا.

و(الثاني): أن يقصد ويطلب به من المنادى ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع، وكشف الضر ... إلخ. انتهى.

وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: دعاء الغائب من غير الآلات الحسية، معناه اعتقاد أنه يعلم، وأنه يسمع دعاءك، وإن بعدت، وهذا اعتقاد باطل، واعتقاد كفري. انتهى.

وعليه؛ فسؤال الغائب إن كان مجازيًّا، وله معنى سائغ شرعًا وعقلًا، فهو جائز.

وسؤال الغير المساعدة على الشعور بالسعادة؛ إن كان المراد به الإعانة بأسباب مشروعة مقدورة للمسؤول، فهو جائز.

وننصح السائلة بالإعراض عن الوساوس، والحذر من كثرة الأسئلة في مثل هذه المسائل، وأن تحرص على ما ينفعها، وتستعين بالله تعالى على التخلص من الوسوسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني