الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة تكرر الأحلام المزعجة

السؤال

أنا سيدة متزوجة، عمري 34 عامًا، ولديَّ طفلان دون الثالثة، وزوجي يعمل خارج البلاد، وأعيش في شقتي في بيت العائلة، وأقضي نهاري معهم، ثم أصعد شقتي للمبيت، ومنذ ما يقرب الشهر مررت بظروف نفسية سيئة، وكنت أبكي كثيرًا، ومنذ عشرة أيام رأيت كابوسًا، وقد كان بعد صلاتي للفجر حاضرًا، وعند قراءتي أذكار الصباح لي ولأولادي غلبني النوم، ورأيت كابوسًا: كأن أحدًا ما بهيئة مخيفة يحاول اقتحام شقتي، وتكسير الباب، وبعض الأصوات تنادي باسم ابني، فاستيقظت منزعجة، ومكثت أردد المعوّذات، والاستعاذة، وأحتضن ابني، وأقرأ له، وكنت قد رأيت ما يشبه هذا الكابوس قبل ذلك مرتين أو ثلاثًا في السنوات الأربع الماضية، وحينما أخبرت زوجي طلب مني أن أنزل للمبيت مع والدته، وألّا أمكث بمفردي في الشقة، وأن أشغل فيها قرآنًا باستمرار، وأن أحصّن نفسي وأولادي قدر المستطاع، وأخبرني أنه قد يمسني سوء بسبب كثرة حزني وبكائي، وأنني في الأوقات الحارة غالبًا ما أخفف ثيابي، وأنا في شقتي، والليلة بعد أن ذهبت إلى الفراش وأنا أردد أذكاري بالصلاة على النبي، غلبني النوم، ثم شعرت بصعق كهربائي شديد، كأنني سأموت، ومن شدته كنت أحاول أن أخلع نفسي منه، فقمت من مكاني، وجريت بعيدًا، واستيقظت أمّ زوجي على صراخي، علمًا أنني هذه الأيام في فترة الحيض، ومع ذلك لم أتوقف عن أذكاري، ووردي من الحفظ، ولو آية؛ كي لا أنقطع عن العبادة، وأنا أخشى أن يكون هناك مسّ أو شيء من هذا القبيل، مع العلم أني أداوم على صلاتي، وأذكار الصباح والمساء، ووردي من الصلاة على النبي، والقرآن، وأستمع للقرآن، ولا أستمع للأغاني منذ سنوات، فما سبب هذا؟ وكيف أتغلب عليه؟ وهل الرقية الشرعية كافية، أم يتوجب عليَّ فعل شيء آخر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يمكننا الجزم بشيء في هذه الأحلام المزعجة التي رأيتها في منامك، والشيطان قد يتلاعب بابن آدم، ويحاول أن يؤذيه، ويدخل عليه شيئًا من الهمّ والأحزان، ومن وسائله في ذلك مثل هذه الأحلام في المنام، وهي واحدة من أنواع الرؤى، كما هو موضح في الفتوى: 64867، وفيها أيضًا بيان الآداب التي ينبغي اتباعها إذا رأى المسلم ما يكره.

ولا يبعد مع تكررها أن تكون مؤشرًا لأمر ما، كالعين، والمس، والسحر.

فإذا غلب على الظن شيء من ذلك، فالتحصين الذي تقومين به، إضافة إلى الرقية الشرعية، من أفضل وسائل العلاج.

والأفضل أن ترقي نفسك بنفسك، ما أمكنك ذلك.

فإذا احتجت إلى أن يرقي غيرك من أهل الاستقامة والصلاح، فلا حرج في ذلك، مع مراعاة الضوابط الشرعية من الستر، وعدم الخلوة، ونحو ذلك. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 7967، والفتوى: 4310.

ولا تنسي أن تكثري من الدعاء بخشوع، وتضرع، فالله عز وجل هو مجيب دعوة المضطرين، وكاشف الضرّ عنهم، كما قال في محكم كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وراجعي الفتوى: 119608، وهي عن آداب الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني