الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب في كلية الهندسة، وكلية الدراسات الإسلامية، وقد ابتليت بحب فتاة مع العلم أنني لا أتحدث إليها بالمرة، ولا أنظر إليها لأنني أحب التقوى، ومتوكل على الله تعالى في الزواج بها، لقوله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). كما أنني من الذين يجتهدون في العبادة، ويخلصونها لله عز وجل؛ لذلك فأنا أدعو الله بيقين تام أن يجعلني زوجها الصالح والمخلص، وأن يجعلها زوجتي الصالحة والمخلصة؛ وكثيرا ما استعمل دعاء النبي يونس عليه السلام ذلك أنه يغير القدر لقوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له). ففي هذا الحديث أن المسلم إذا دعا بدعوة ذي النون - يونس عليه السلام - لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين استجاب الله دعاءه،؛ فحسب فهمي فالدعاء يغير القدر؛ ولكن غاية من كل هذا هو أن أكون في المستقبل زوجها الصالح التقي، وأن تكون هي زوجتي الصالحة والتقية، هذا ما أدعوا به الله عز وجل دائما.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حبك للتقوى، والحرص على التوكل على الله، والعبادة، والإخلاص فيها تقبل الله منك.

وإن كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق، فمثلها ينبغي أن تحرص على الزواج منها، خاصة وأن حبها قد وقع في قلبك كما ذكرت، وقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ولا ندري ما هو القدر الذي تشير إليه، والذي تريد دفعه، وحقيقة الأمر أنك تدعو ليحقق الله لك ما تبتغي.

وعلى كل، فلا شك أن الدعاء من القدر، ومن المطلوب شرعًا أن يدفع المسلم قدر البلاء بقدر الدعاء.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 154397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني