الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم استطاعة الرجل جماع زوجته قد لا يكون سببه السحر والربط

السؤال

تزوجت منذ 8 شهور، وكانت العلاقة الجنسية تتم بشكل سطحي، ولم يتم إيلاج، وعندما أحاول الإيلاج ينزلق القضيب، ومرة حدث أنه لم يدخل وضغطت عليه، فانثنى، علمًا أن زوجتي كانت تفرز سوائل، ولديها رغبة في المعاشرة، ومع الوقت بدأت أفقد الثقة، وحدثت مشاكل مادية، ومشاكل عائلية، وقلّ الجماع مع زوجتي، وذهبت لطبيب، وأجرى فحوصات دوبلير على القضيب، وأكّد أني سليم، وذهبت زوجتي لطبيبة نساء، وقالت: إن الغشاء يمكن فضّه، إلا أن المشكلة أن القضيب لا يدخل، فأحضر أهل زوجتي مأذونًا، وقالوا لي: يجب أن تطلق، والحل هو الطلاق، ولم تكن عندي معرفة بالإبراء، وما هي حقوق الزوجة، وأخذت أتناقش معهم أني سأحلّ المشكلة، وأن الطلاق ليس الحلّ، وتحت الضغط منهم قلت لهم: (إن هي أرادت الطلاق، فسأوافق)، وقد وقعت على القسيمة دون أن أتلفظ بالطلاق، وبعد ذلك تكلم مع والد زوجتي، وقال: إننا نأخذ فرصة أخرى، وأمضي له على إيصالات أمانة، ولكن المأذون قال: أنا وقّعت على قسيمة الطلاق.
وبعد الطلاق كنت أذهب لهم، فيقولون: نأخذ فترة من الزمن نفكّر في الرجوع، وكان وقتها يحدث انتصاب صباحي، وحالتي طبيعية، ومع الوقت كانوا أحيانًا يقولون: نحن موافقون، وأحيانًا أخرى يقولون: ليس الآن، وما زلنا نفكّر، أو أنها ليست موافقة، وازداد قلقي وتوتري: لأن بيتي وحياتي دمّرت، ولا أعرف سبب عدم الإيلاج، وهذا الطلاق الذي ترتب عليه.
حالتي النفسية الآن سيئة جدًّا، ولا أنام، وإن نمت، فنومي متقطع، ولا أشعر بالقضيب، ولا الشهوة، ولا يحدث انتصاب صباحي منذ شهر ونصف، وكان قبل ذلك يحدث انتصاب، فهل ذلك طبيعي، ويمكن أن أعود لحالتي الطبيعية؟ وهل مشكلة الإيلاج سببها قد يكون سحرًا أو ربطًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يحدث من عدم الانتصاب، قد لا يكون بسبب سحر، أو ربط، بل قد يرجع لأسباب عادية -عضوية كانت أم نفسية-، فينبغي مراجعة أهل الاختصاص والخبرة في كل منهما.

ولا تيأس أبدًا في سبيل البحث عن العلاج، فربك القوي المتين، وكل أمر عليه يسير، وهو الذي أخبر عن نفسه أنه مجيب المضطر، وكاشف الضر فقال: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

وجاءت السنة ببيان أن كل داء له دواؤه، روى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء الا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.

فابذل السبب، واستعن بالله، وثق بأنه سيحقق لك ما تبتغيه.

وإن لم يظهر وجود شيء من تلك الأسباب العادية، فلا يبعد أن يكون هنالك سحر، أو نحوه -كالمس، والعين-.

فينبغي في هذه الحالة الحرص على الرقية الشرعية، والأفضل أن ترقي نفسك ما أمكنك ذلك.

فإن احتجت للاستعانة ببعض الرقاة، فاحرص على أهل الاستقامة في العقيدة، والعمل، والرقية نافعة من جميع الأدواء بإذن رب الأرض والسماء، وراجع الفتوى: 7967، والفتوى: 4310.

وبخصوص الطلاق، فالذي نفتي به في موقعنا أن مجرد التوقيع على ورقة الطلاق لا يقع به الطلاق، ويمكنك مطالعة فتوانا: 311461، وهذا ما لم تكن تلفظت بطلاقها.

وقولك: إن هي أرادت الطلاق، فسأوافق، وعد بالطلاق، لا يقع به الطلاق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الوعد بالطلاق، لا يقع، ولو كثرت ألفاظه، ولا يجب الوفاء بهذا الوعد، ولا يستحب. اهـ.

والذي ننصحك به مراجعة المحكمة الشرعية؛ لأن مثل هذه المسائل تحتاج إلى نظر القاضي؛ ليسمع من جميع الأطراف، وحكمه ملزم، ورافع للخلاف في المسائل الاجتهادية، جاء في الفروق للقرافي: اعلم أن حكم الحاكم في مسائل الاجتهاد يرفع الخلاف، ويرجع المخالف عن مذهبه لمذهب الحاكم... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني