الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقامة المحاضرات والندوات وتأليف الأشعار بمناسبة المولد النبوي

السؤال

ما حكم إقامة المحاضرات والندوات بمناسبة المولد النبوي؟ وما حكم تأليف الأشعار لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة المولد النبوي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا في كثير من الفتاوى، بيان بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وراجع من ذلك الفتويين: 74863، 151445 وما أحيل عليه فيهما.

والوسائل لها أحكام المقاصد؛ ولهذا فإن إقامة المحاضرات والندوات وتأليف الأشعار، إذا كان بخصوص مناسبة بدعية، والمقصد منها الاحتفال بهذه المناسبة، فلها حكم مقصدها، وانظر للفائدة الفتويين: 73639، 93013.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح: هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده يعتبر من البدع؟

فجاء في معنى جوابه: إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة، وذكر فيها مبدأ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام، وشيئًا من حياته، فلا يعتبر بدعة؛ لأن هذه الخطبة موجودة، خطبة الجمعة ثابتة من قبل، أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم، فهذا من البدع، أو من وسائل البدعة ...

فعلى كل حال؛ إذا كان أصل الخطبة مشروعًا، كخطبة الجمعة، وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، فلا بأس؛ لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه -عليه الصلاة والسلام- ومولده. أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام، فهذا من البدع، فإن لم يكن من البدع، فهو حجة لأهل البدع. اهـ.

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن تعطيل المدارس والمعامل، أو إلقاء الخطب والمحاضرات والمواعظ ونحوها بمناسبة المولد النبوي الشريف؟

فأجابت: الاحتفال بالموالد، والتعطيل من أجله بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا أصحابه -رضي الله عنهم-، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد». اهـ.

وجاء أيضًا في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز الاحتفال بمناسبة ليلة القدر، ولا غيرها من الليالي، ولا الاحتفال لإحياء المناسبات؛ كليلة النصف من شعبان، وليلة المعراج، ويوم المولد النبوي؛ لأن هذا من البدع المحدثة، التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد»، ولا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات بالمال، ولا بالهدايا، ولا توزيع أكواب الشاي، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها؛ لأن هذا من إقراراها، والتشجيع عليها، بل يجب إنكارها، وعدم حضورها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني