الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكره الاغتسال يوم الأربعاء؟

السؤال

عندنا هنا في الجزائر عادات. منها ما تقوله لي أمي: لا يجوز الاغتسال يوم الأربعاء، قد يصيبك مكروه، ولهذا لا تغتسل في هذا اليوم.
فما هو حكم ذلك؟ وما هو الدليل من الناحية الشرعية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته عن أمك لا يستند إلى دليل شرعي. فالأمور كلها بيد الله تعالى، فلا تأثير ليوم من الأيام في جلب بلاء أو نعمة, أو دفعها.

قال الباجي المالكي في المنتقى (شرح موطأ الإمام مالك ): فالأيامُ لا تأثير لها في شؤم ولا سعادة. وفي العتبية: سئل مالك عن الحجامة والاطلاء يوم السبت، ويوم الأربعاء؟ فقال: لا بأس بذلك، وليس يوم إلا وقد احتجمتُ فيه، ولا أكره شيئاً من هذا حجامة، ولا اطلاء، ولا نكاحاً، ولا سفراً، في شيء من الأيام من الخروج والسفر. انتهى.

وفي فتاوى لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين: والتشاؤمُ بالمعلوم: التشاؤم بالأيام أو بالشهور، كما كان أهل الجاهلية يفعلون، منهم من يتشاءم بشهر صفر، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال، ومنهم من يتشاءم بيوم الأربعاء، وغير ذلك مما هو معروف من طرق الجاهلية، فإن الطيرة من الشرك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الطيرة شرك، الطيرة شرك) وعلى الإنسان أن يتوكل على الله، ويعتمد عليه في أمره كله، وإذا رأى أن من الخير أن يفعل فليفعل، ولا يهمه ما سمعه وما رآه؛ لأن الطيرة من الشرك. اهـ

وبناء على ما سبق, فإن يوم الأربعاء كغيره من الأيام، يباح فيه الاغتسال, ولا يترتب على ذلك ضرر, ولا مكروه، وينبغي لك نصح أمك برفق, وتصحيح ما تعتقده من تصورات خاطئة في هذه المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني