الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من لعن العباد

السؤال

لعنت مجموعة أشخاص غائبين عني، بقولي: [اللهم العنهم جميعًا]، ولم يعرفوا بذلك، فكيف أتوب من لعنهم؟ وكيف أطبق شرط الاستحلال من هؤلاء في التوبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا -أخي السائل- أن اللعن شأنه خطير، ويرتدّ على صاحبه، إن لم يكن الشخص الملعون أهلًا لذلك اللعن، ففي حديث أَبي الدرداء ــ رضي الله عنه ــ قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ العَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا، صَعدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّماءِ، فَتُغْلَقُ أبْوابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الأرْضِ، فَتُغْلَقُ أبْوابُهَا دُونَها، ثُمَّ تَأخُذُ يَمينًا وَشِمالًا، فَإذا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا، رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فإنْ كَانَ أهْلًا لِذلِكَ، وإلاَّ رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا. رواه أَبُو داود.

والتوبة مما فعلت تكون بالندم، والعزم على عدم العودة.

ولا يلزمك أن تخبر أولئك الناس؛ لأن إخبارهم قد يترتب عليه مفاسد؛ كالبغض، والشقاق، والتدابر بينكم، ونرجو أن يكفيك أن تستغفر لهم، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فَأَمَّا إذَا اغْتَابَهُ أَوْ قَذَفَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ، فَقَدْ قِيلَ: مِنْ شَرْطِ تَوْبَتِهِ إعْلَامُهُ, وَقِيلَ: لَا يُشْتَرَطُ ذَلِكَ, وَهَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ, وَهُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد, لَكِنَّ قَوْلَهُ في مِثْلَ هَذَا أَنْ يَفْعَلَ مَعَ الْمَظْلُومِ حَسَنَاتٍ، كَالدُّعَاءِ لَهُ, وَالِاسْتِغْفَارِ, وَعَمَلٍ صَالِحٍ يهدي إلَيْهِ يَقُومُ مَقَامَ اغْتِيَابِهِ، وَقَذْفِهِ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني