الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على من يعلم الناس تستمر ليوم القيامة

السؤال

في الحديث الشريف: إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
السؤال:
1) هل هذه الصلاة من الله -عز وجل- وملائكته تكون عند تعليم الخير للناس على قدر المدة التي أعلم فيها الخير، وإذا انتهت المدة تنتهي الصلاة؟ أم هي مستمرة إذا عمل الناس بما أعلمه لهم، وهذه مدة أطول بكثير من مدة نشر العلم. بمعنى: أنني قد أعلم الناس القرآن الكريم لمدة ساعة، ومن أعلمه القرآن قد يظل لساعات وشهور وسنوات، يعمل به، ويعلمه للناس وغيره إلى يوم القيامة.
فهل الله -عز وجل- يصلي عليَّ مدة الساعة التي علمت فيها فقط؟ أم يصلي عليَّ طالما الناس تعمل بالعلم الذي علمته لهم، وهذا قد يمتد ليوم القيامة.
2) هل هذه الصلوات من الله -عز وجل- والملائكة، وجميع الخلق، توضع في ميزان حسناتي بعددها وأجرها. بمعنى: أنني آتي يوم القيامة أجد صلوات الله -عز وجل- وملائكته، وخلقه فى صحيفة أعمالي، وآخذ عليها حسنات من الله -عز وجل-؟ بمعنى آخر: أنني قد أجد مليار صلاة من الله -عز وجل- وخلقه آخذ عليها مليار حسنة أو أكثر؟ أم أن هذه الصلاة ماذا أستفيد منها؟ أم أنها في الدنيا فقط؟
مع العلم أن المقصود بكلمة الخير على حد علمي في الحديث هو الدين، والبعض قال الخير مطلقا، سواء تعليم خير الدين أو الدنيا.
وجزاكم الله -عز وجل- خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما سؤالك الأول فإن قوله ليصلون فعل مضارع، وهو يفيد التجدد والاستمرار، كما هو معلوم، ومن ثَمَّ نَصَّ بعض الشراح على أن تلك الصلاة تستمر إلى القيامة فضلا من الله تعالى ونعمة على العالم الناشر للعلم.

قال المناوي في فيض القدير: ولا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وجميع المخلوقات بالاستغفار والدعاء له إلى القيامة، ولهذا كان ثوابه لا ينقطع بموته، وأنه ليتنافس في دعوة رجل صالح، فكيف بدعاء الملأ الأعلى. انتهى

وأما سؤالك الثاني: فاعلم أن الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة وسائر المخلوقات هي الدعاء والاستغفار، وليست هي حسنات توضع في ميزان العبد بقدر كل صلاة، وإنما مرد إجابة ذلك، ومقدار فضله إلى الله تعالى، ولا سبيل إلى الإحاطة به.

قال الطيبي: فإن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الغير الدعاء وطلب الخير. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني