الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجات الجنة على حسب الأعمال

السؤال

أود أولاً أن أشكركم على هذا الموقع الرائع؛ لأن الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله، جزاكم الله خيراً.
سؤالي هو عن الحديث أن من صلى ثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة؛ بني له بيت في الجنة. وغيره من الأحاديث التي فيها بيان ما للمحسن من جزاء في الجنة، ولكن نعلم كذلك أن أهل الجنة لهم ما يشتهون. فماذا إذا اشتهى أحدهم بيتاً في الجنة، ولكن لم يعمل لذلك البيت، أو تمنى نخلة لكن لم يقل سبحان الله و بحمده، هل سيحصل له الجزاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن الجنة يعطي الله العبد فيها ما يشاء ويشتهي، وقد فصلنا ذلك، وبينا ضابطه في الفتوى: 216193.

فمن تمنى بيتا أو نخلا أو غير ذلك، حصل له ولا بد، مصداق قول الله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف:71}، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ {الفرقان:16}.

وهذا لا ينفي تفاضل أهل الجنة في المنازل بحسب تفاضل الأعمال، فإن درجات الجنة على حسب الأعمال؛ كما قال تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الزخرف:72}. وراجع الفتوى: 333454.

وهم مع تفاوت منازلهم بحسب أعمالهم، فكل منهم راض بما آتاه الله، لا يتمنى فوق رتبته ومنزلته، ولا يجد في صدره غلا أو حسدا لمن هو فوقه. كما قال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ {الحجر:47}. وانظر الفتوى: 368635.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني