الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أنثى عمري 30 سنة، غير متزوجة. أعمل مدرسة في الخليج. ذهبت إلى زميلة لي في زيارة، فعرضت عليِّ قراءة الفنجان؛ وبسبب الإحراج وافقت على ذلك.
فأمسكت فنجاني بعد أن فرغت من قهوتي، وأخذت تنظر فيه وتقلبه يمينا ويسارا، ثم بدأت تخبرني بأشياء حقيقية عني وعني أسرتي وعملي. هناك أشياء غير حقيقية، لكن الحقيقي في كلامها بنسبة 80% مما أدهشني جدا لدرجة الذهول!!
كيف عرفت هذه الأخبار وأنا أول مرة ألتقيها، ولا يعرف أحد هنا في الخليج عن أهلي شيئا؛ لأنهم لا يقيمون معي هنا.
السؤال: هل قراءة الفنجان حلال أم حرام؟
كيف استطاعت أن تعرف هذه المعلومات؟
وكيف أحمي نفسي من معرفتها لتلك المعلومات؟
هل موضوع التقائها بالقرين ومعرفة أخباري منه حقيقي؟
وكيف أمنع أي شخص من فعل ذلك؟
أرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن ما يسمى بقراءة الفنجان، ضربٌ من ضروب الكهانة، وهي محرمة، ونوع من أنواع الشرك والمنكرات الكبار، كما سبق بيانه في فتاوى لنا عديدة، منها الفتاوى: 59176، 172461، 104322.

وقد دلت نصوص الشرع على تحريم الكهانة، وتحريم الذهاب إلى الكهنة وتحريم تصديقهم، وكان الواجب عليك -أختي السائلة- أن تنهي تلك المرأة عن المنكر، أو تقومي عنها إن لم تنته، لا أن تجلسي معها وتستمعي إليها.

وأما المعلومات التي أخبرتك عنها: فإن ما يخبر به الكهنة من الأمور الحقيقية، إنما يعلمونه بواسطة الجن، فهي لما أخبرتك بتلك المعلومات إنما علمتها عن طريق الجن القرين بك، وقد سبق أن بينا هذا في الفتويين التاليتين: 58734، 17507.

وسبيل الحفظ من هؤلاء ومن شرهم هو الاعتصام بالله أولا، والمحافظة على التحصينات الشرعية، والمداومة على ذكر الله تعالى، وعدم مجالسة هؤلاء الأشرار، وعدم مخالطتهم بأي نوع من أنواع المخالطة، إلا لمن هو مؤهل لنصحهم ودعوتهم إلى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني