الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء لفتاة نصرانية يحبها بالهداية والزواج بها

السؤال

أنا شاب يعيش وحيدا في الغربة لعدة سنوات، كنت بعيدا عن الله، تعرفت على فتاة مسيحية، وخضنا علاقة غير شرعية، كانت البنت تريد الزواج مني، وطلبت ذلك أكثر من مرة؛ إلا أنني كنت أتهرب من ذلك؛ لكونها مسيحية، ولأني لم أحسن النية، بعد سنة من ذلك تأكدنا بأننا في طريق مسدود، وانفصلنا عن بعضنا، وكرهتني الفتاة، كنت حزينا جدا؛ لأني تعلقت بها، ولأنني كنت بعيدا عن الله، زنيت بعدة فتيات لملء الفراغ، إلا أنني أدركت متأخرا أن هذا الفراغ لا يملؤه إلا الرجوع إلى الله، فتبت -ولله الحمد- وصرت أقوم الليل، وأقرأ القرآن، وأحافظ على صلاتي، وانقطعت عن النساء. تحسنت حالتي النفسية بصفة كبيرة جدا، ولله الحمد، وصارت عندي راحة نفسية، إلا أنني بقيت أشعر بالذنب لأنني لم أتزوج الفتاة المسيحية رغم حبي الشديد لها، رغم توبتي وابتعادي عن المعاصي؛ إلا أنني دائم التفكير بها، صرت أخصص أوقات قيام الليل للدعاء لها بالهداية، أتصدق على اسمها، وأدعو لها بالهداية، أصوم بنية إجابة الدعاء، وتحصين نفسي، ودائما أجد أني دائم الدعاء لها بالهداية والإسلام، وأن يجمعنا الحلال هذه المرة، فهل ما أقوم به جائز أم حرام؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بإقبالك على التوبة إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يتقبلها منك، ويوفقك للمزيد من الطاعات، ويرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبك الخطأ والزلل.

ونوصيك بهذا الدعاء الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت: يا رسول الله؛ آمنا وبك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا ؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلبها كما يشاء. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
ولا حرج عليك في الدعاء بأن ييسر الله سبحانه لهذه الفتاة الدخول في الإسلام، وأن يوفقك للزواج منها إن لم تتزوج من آخر.

وينبغي أن تجتهد في أن تبعد عن نفسك من الندم على كونك لم تتزوج منها، بل عليك أن تعلم أنه ليس لك سبيل في الزواج منها إن لم تكن عفيفة؛ لأنه لا يجوز الزواج من الكتابية الزانية؛ فقد اشترط الشرع عفافها، كما قال تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ {المائدة:5}، أي العفيفات. ولمعرفة كيفية علاج العشق راجع الفتوى: 9360.

وننبه إلى أن على المسلم أن يبحث عن امرأة مسلمة صالحة للزواج منها، تعينه في أمر دينه فتذكره ربه إذا نسي، وتعينه إذا ذكر، وتربي أولاده على عقيدة الإسلام. وراجع الفتوى: 8757، والفتوى: 5315.

والإقامة في بلاد الكفر سبب لكثير من الفتن، فمن لم يكن به ضرورة، أو حاجة للإقامة هنالك، فالأولى به الهجرة لبلد مسلم للإقامة فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني