الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: "فَإِذَا بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ..."

السؤال

إسناده ضعيف، وقوله: (بدا لله): منكر، ما معنى هذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فكأن السائلة تعني حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأُمَمَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ، مَثَّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَتْبَعُونَهُمْ حَتَّى يُقْحِمُونَهُمُ النَّارَ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَنَحْنُ عَلَى مَكَانٍ رَفِيعٍ، فَيَقُولُ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» فَنَقُولُ: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ. فَيَقُولُ: «مَا تَنْتَظِرُونَ؟» فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَيَقُولُ: «وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟» فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: «كَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ؟»، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. إِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ، فَيَتَجَلَّى لَنَا ضَاحِكًا، يَقُولُ: «أَبْشِرُوا -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا جَعَلْتُ مَكَانَهُ فِي النَّارِ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا. رواه أحمد.

وهذا الحديث قال عنه الألباني في السلسلة الصحيحة: وهذا إسناد ضعيف، عمارة هذا لم أعرفه، وقوله: "بدا لله"، منكر. وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف الحفظ، لكن الحديث صحيح في الجملة. اهــ.

فمعنى: "إسناده ضعيف": أي: أن سلسلة الرجال التي جاء هذا الحديث من طريقها، فيها ضعف، ولا تتوافر فيها شروط الصحة، فأحد رواته مجهول، وهو عمارة، وهناك راوٍ آخر ضعيف الحفظ، وهو علي بن زيد.

ومعنى قوله: "منكر" تعقيبًا على جملة: "بدا لله"، أي: أن هذه الجملة معناها منكر، ولا يليق أن ينسب لله، جاء في تحقيق المسند لشعيب الأرناؤوط: قال السندي: قوله: فإذا بدا. هكذا في النسخ "بدا" من البدوّ، أي: ظهر له تعالى. قيل: وهو خطأ؛ لأنه بمعنى ظهور شيء بعد أن لم يكن، وهو محالٌ في حقه تعالى، إلا أن يُأوَّل بمعنى: أراده.

والصوابُ: بدأ الله، على أنَّ بدأ بالهمزة، "والله" بالرفع فاعلُه، أي: شرع الله. انتهى. قلت: والأقرب التأويل بلا تخطئة الرواية بعد ثبوتها. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني