الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العادة السرية وعلاقتها بالمس والسحر

السؤال

أنا شاب في 22 من عمري، أعزب، كنت مصابًا بالسحر، وشفيت، وأنا الآن في فترة التحصين، وقاربت العشرين يومًا من بعد القضاء على خادم السحر والسحر، وأقوم بعمل سياج ناري عن طريق قراءة آيات معينة كل يوم 81 مرة، ويستمر السياج 23، والمشكلة أني أقوم بالعادة السرية كل أسبوع، فهل تدمّر العادة السرية السياج؟ وهل يمكن أن أصاب بمسّ الجن العاشق إذا قمت بالعادة السرية؟ مع العلم أني أغتسل فورًا بعد القيام بها بماء مقروء عليه، ومخلوط بورق السدر، والكافور، والمسك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الذي يعنينا هو بيان أن العادة السرية محرمة شرعًا، وأنه يجب عليك الإقلاع عنها فورًا، قال الأمين الشنقيطي في تفسيره: أضواء البيان: اعلم أنه لا شك في أن آية: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} هذه التي هي: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}، تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف، بـ (جلد عميرة)، ويقال له: الخضخضة؛ لأن من تلذذ بيده حتى أنزل منيّه بذلك، قد ابتغى وراء ما أحلّه الله، فهو من العادين بنصّ هذه الآية الكريمة المذكورة هنا، وفي سورة سأل سائل.

وقد ذكر ابن كثير: أن الشافعيّ، ومن تبعه، استدلّوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد، وقال القرطبي: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز، قال: سألت مالكًا عن الرجل يجلد عميرة، فتلا هذه الآية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} إلى قوله: {الْعَادُونَ}. اهـ

وأما علاقة العادة السرية بالمسّ، والسحر؛ فلا نعلم عنها شيئًا.

ثم إننا لا نعلم أصلًا لما أسميته بـ(السياج الناري)، ومثل هذه المحدثات كثيرًا ما تصدر عن المشعوذين والدجالين، وراجع الفتويين: 6347، 302638.

وراجع في علاج السحر والمسّ الفتاوى: 2244، 20082، 60924، 116797، 132149، 340267، 276169.

وانظر حول الاغتسال بالماء المقروء عليه الفتوى: 192051.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني