الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكون الملحدون من أهل الفترة؟

السؤال

لديّ سؤال خطر على بالي عندما علمت أن أناس الفترة الذين لم يسمعوا بالإسلام يمتحنون، فأنا أعرف أنهم سيمتحنون جميعًا، ولا يهمّ إن كان أحدهم هندوسيًّا أو بوذيًّا، أو مسيحيًّا، أو يهوديًّا، لكن السؤال عن الذي لا يؤمن بوجود الله أساسًا: فلو كان مسيحيًّا وتركها، أو ولد ليس على دين، وأنكر وجود الله -والعياذ بالله-، فهل سيمتحنون مثل الكافرين الذين آمنوا بوجود إله، لكن كفروا بالإسلام، وكفروا بتوحيد الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة الرسالية عليه، وهذه الحجة لا تقوم على غير المسلم -أيًّا كان اعتقاده-، إلا إذا بلغته دعوة الإسلام بطريقة يفهمها مثله، بحيث يتمكّن من العلم بها، كما سبق تفصيله في الفتوى: 158921.

فكل أنواع الكفار -حتى الملحدين منهم-، يمكن أن يكونوا من أهل الفترة، فالعبرة بعدم بلوغ الدعوة.

وقد اختلف أهل العلم في حكم أهل الفترة في الآخرة، وأرجح الأقوال أنهم يمتحنون في الاخرة، وانظر للفائدة الفتويين: 264472، 195365.

وهنا ننبه على أن عدم الإيمان بالله تعالى وإن كان مراتب ودرجات، إلا أنها جميعًا داخلة في الكفر؛ ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في مجموع الفتاوى-: الكفر عدم الإيمان؛ باتفاق المسلمين، سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئًا ولم يتكلم. اهـ. ثم نقل بعد ذلك الاتفاق على أن: من لم يؤمن بعد قيام الحجة عليه بالرسالة، فهو كافر، سواء كان مكذبًا، أو مرتابًا، أو معرضًا، أو مستكبرًا، أو مترددًا، أو غير ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني