الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسوغ التدرج لترك العادة السرية؟

السؤال

أنا كنت أمارس العادة السرية كل يوم، لكن وضعت جدولا زمنيا من خلاله أقدر أن أتركها، وهو أني أقللها بالتدريج، وأصبحت يوما بعد يوم، بدل كل يوم، وبعدها بفترة أصبحت يومين في الأسبوع، ووصلت لحد أني جعلتها يوما في الأسبوع. لما قللت العادة حاليا أصبحت أصلي، وأصوم.
فما حكم أني أصلي وأصوم لكن حتى الآن أمارسها مرة في الأسبوع؟ مع العلم أني بذلت مجهودا لأصل إلى هذه المرحلة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أنك الآن خير مما كنت عليه قبل ذلك، ولا ريب في أن التقلل من فعل المعصية أحب إلى الله من الإكثار منها، ولا ريب كذلك أن انتظامك في الصلاة والصوم أمر حسن جميل يحبه الله تعالى ويرضاه لك، لكن عليك أن تكمل تلك المسيرة، وتكلل ذلك الجهد بالإقلاع التام عن هذا الذنب، وذلك لأن التوبة واجبة من جميع الذنوب على الفور، قال الله: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.

وإذا استعنت بالله أعانك، وإذا جاهدت نفسك صادقا مخلصا لله، وفقك ولا بد لترك تلك المعصية، مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

واستعن على ذلك بكثرة الصوم، وبصحبة الصالحين، وبشغل نفسك بالنافع لك في دينك ودنياك، وبالبعد عن مظان إثارة الشهوة، وفقك الله لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني