الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الوالدين تجاه البنت التي تريد خلع حجابها

السؤال

ابنتي تبلغ من العمر 18 سنة، وهي محجبة، وتريد خلع الحجاب، وغير مقتنعة به تمامًا، وحاولت إقناعها بكل الطرق، لكن دون جدوى، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلى الوالدين مسؤولية عظيمة نحو أولادهما، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ. متفق عليه.

قال ابن عبد البر -رحمه الله- في التمهيد: فواجب على كل مسلم أن يُعلم أهله ما بهم الحاجة إليه من أمر دِينهم، ويأمرهم به. وواجب عليه أن ينهاهم عن كل ما لا يحلّ لهم، ويوقفهم عليه، ويمنعهم منه، ويعلمهم ذلك كله. انتهى.

وقال النووي -رحمه الله-: باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة، وتأديبهم، ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ. انتهى.

فبينوا لهذه البنت أنّ الحجاب أمر من الله تعالى، وليس أمرًا من الوالدين، أو غيرهم، وليس مجرد عادة اجتماعية، أو فكرة فلسفية.

وأن المسلم مأمور بالانقياد، والتسليم لأحكام الله؛ لمجرد كونها من الله العليم الحكيم، فيكفيه للاقتناع بالأمر أن يعلم أنّه من عند الله، فيرضى به، ويسلّم له، وينشرح صدره للعمل به، وليس له اختيار بعد ذلك، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا {الأحزاب:36}.

وإذا كان عندها شيء من الشبهات حول فرض الحجاب؛ فأزيلوا عنها هذه الشبهات، واستعينوا في ذلك بأهل العلم المصلحين، واستعملوا معها الحكمة.

واحرصوا على حثّها على مصاحبة الصالحات.

واجتهدوا في إعانتها على الإقبال على الله، وتقوية الإيمان به، وبالدار الآخرة، واستعينوا بالله تعالى، وتضرعوا إليه، وأكثروا من دعائه؛ فإنّه قريب مجيب.

وللفائدة، ننصحكم بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني