الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على من نظر إلى عورة طالب استسماح والده؟

السؤال

أنا مدرس، وكنت أعطي درسا خصوصيا لطالب في الصف الأول الإعدادي في منزله. أما الآن فقد انتقلت لمكان آخر.
المهم كان هذا الطالب يسألني عن حكم العادة السرية، وأن زملاءه يفعلونها، وأنه يفعلها في بعض المرات. فأوضحت له أنها حرام، ولكني لم أصدق أن هذا الطالب الذي جسمه صغير، وسنه صغير يفعلها، أو أنه يحدث له انتصاب. فقال لي الطالب: من الممكن أن أكشف لك لترى. فقلت له: موافق، فكشف لي عن عورته (رأيت عورته فقط، ولكني لم ألمسه). ولكني بعد ذلك ندمت ندما شديدا، وأحس بالذنب. ودائما أتذكر هذا الموقف، وأشعر بأن الله لن يسامحني، وأن المصائب ستأتي علي، ودائما أدعو الله أن يغفر لي هذا الذنب.
ولا أدري حتى الآن هل أخبر الطالب والده أم لا؟ فكرت في أن اتصل بوالده وأخبره ليسامحني، ولكني أخاف أنه لو عرف هذا الأمر أن يفضحني أو أن يتصل بالشرطة، أو يفعل بي مكروها.
ماذا أفعل؟
اعترفت بذنبي لربي، وأدعوه في صلاتي أن يغفر لي، ولكن هل سيغفر لي ربي حتى لو كان هناك احتمال أن والد الطالب علم بالواقعة، وأنه غير مسامح، أو أن يدعو علي فأصاب بالأذى (لا أعلم إذا كان علم بالأمر أم لا).
ماذا أفعل أنا أستغفر ربي، ولكني أشعر بالذنب كلما تذكرت هذا الموقف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تبت إلى الله تعالى من نظرك المحرم إلى عورة الطالب؛ فلا شيء عليك، ولا يلزمك أن تستحلّ والده، أو تخبره بما حصل، ولكن عليك أن تستر على نفسك، ولا تخبر أحداً بمعصيتك.

واعلم أن التوبة مقبولة -بإذن الله- والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا تلتفت لتلك الوساوس، وأقبل على ما ينفعك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني