الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول: "يا عيب الشوم" عند رؤية الفعل المستنكر

السؤال

عندنا في بلاد الشام نقول عندما نرى فعلًا مستنكرًا من شخص ما: "يا عيب الشوم"، وننفر من ذلك الشخص لفعله، فهل يعد هذا من التطير المنهي عنه؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا علم لنا بالمراد من هذه العبارة، لكن الذي يظهر أن هذا اللفظ: (شوم) هو لفظ مستعار للدلالة على قبح بعض الأفعال أو الأقوال، ولا يقصد قائله التشاؤم أو التطير المنهي عنه، ومثل ذلك يسوغ، وقد جاء في القرآن الكريم وصف أهل النار بأنهم أصحاب المشأمة، كما قال تعالى: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {الواقعة:8-9}، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: أصحاب الميمنة، وهم الذين يجعلون في الجهة اليمنى في الجنة، أو في المحشر. واليمين جهة عناية وكرامة في العرف، واشتقت من اليمن، أي: البركة.

وأصحاب المشأمة، وهي اسم جهة مشتقة من الشؤم، وهو ضد اليمن، فهو الضر وعدم النفع.

وقد سميا في الآية الآتية أصحاب اليمين [الواقعة:27]، وأصحاب الشمال [الواقعة:41]، فجعل الشمال ضد اليمين، كما جعل المشأمة هنا ضد الميمنة؛ إشعارًا بأن حالهم حال شؤم وسوء.

وكل ذلك مستعار لما عرف في كلام العرب من إطلاق هذين اللفظين على هذا المعنى الكنائي الذي شاع حتى ساوى الصريح.

وأصله جاء من الزجر، والعيافة؛ إذ كانوا يتوقعون حصول خير من أغراضهم من مرور الطير أو الوحش من يمين الزاجر إلى يساره، ويتوقعون الشر من مروره بعكس ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني