الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير التوبة من تعاطي المخدرات

السؤال

أنا مواظب على صلاتي، ولكني لم أستطع أن أتغلب على المخدرات -القنب الهندي-، وعندما أستعملها لا أخرج عن الموضع أبدًا، وأصبحت أستعملها مرتين كل 15 يومًا مثلًا، وبدأت أتغلب عليها، وكل مرة أقول: أنا غير نافع، والمخدرات كالتدخين بالنسبة لي، فما حكم استعمالها مع الصلاة؟ فأنا لا أريد أن أخسر صلاتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من تعاطي المخدرات، فهي محرمة من كبائر المحرمات، ومن أمّهات الخبائث، وأصول الشر والفساد.

فاستعن بالله تعالى، ولا تسوّف التوبة، واحذر من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة من تعاطي المخدرات؛ فإنّ التوبة منها يسيرة -بإذن الله تعالى-، وانظر الفتوى: 35757.

واحذر أن يلبسّ عليك الشيطان ويثبطك عن المحافظة على الصلاة بسبب وقوعك في هذا المنكر، فالصلاة عمود الإسلام، ومفتاح كل خير، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}، قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها.

فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله، بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله.

وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني