الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدنيا دار ابتلاء واختبار

السؤال

قبل حوالي شهرين صليت صلاة الاستخارة من أجل ترك، أو تيسير العمل. مع العلم أنني أعمل عند أخي في مؤسسته الخاصة كمساعد، إلا أنه يزيد علي بعض الأتعاب؛ كإيصال أولاده، وزوجته إلى المدرسة، أو الطبيب. إلخ.
وبما أنه أخي الأكبر أحترمه، ولا أستطيع أن أرفض؛ لذا اشتد بي الحال إلى صلاة الاستخارة، وبعدها حدث مشكل عائلي بيني وبين زوجته؛ حيث إنها نعتتني بسائق العائلة. هنا رفضت أن أقوم بنقلها معي مهما حدث، فغضب أخي، وقام بأخذ سيارته مني، حينها توقفت عن العمل إلى يومنا هذا.
مدخراتي من المال تكاد تنتهي. هل الله -سبحانه وتعالى- يمتحنني؟ أم أنا أخطأت؟
على كل حال أنا صابر، ومحسن الظن بالله.
أرجو منكم التوجيه الديني والفكري.
ألف شكر لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدنيا دار ابتلاء واختبار، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء: 35].

قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره: أي: نختبركم بالمصائب تارة، وبالنعم أخرى، لننظر من يشكر، ومن يكفر، ومن يصبر، ومن يقنط، كما قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {ونبلوكم}، يقول: نبتليكم بالشر والخير فتنة، بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية والهدى والضلال. انتهى.

والذي ننصحك به أن تبحث عن عمل مباح، تكتسب منه المال الحلال، ولا مانع من الرجوع إلى العمل مع أخيك، ولا سيما إذا لم تجد عملاً آخر. وراجع الفتوى: 53584.

وننصحك بالصبر، والتوكل على الله تعالى، وإحسان الظن به.

وبخصوص الاستخارة؛ راجع الفتوى: 123457.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني