الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فرط في برّ والده في حياته فيمكنه تدارك ذلك بعد وفاته

السؤال

يسأل أحدهم هذا السؤال: توفي والده، ولم يكن بارًّا به، فهل يستطيع برّه بعد وفاته؟ وإن حفظ القرآن؛ ليحصل لوالده الأجر فهل يكون قد عوّض عن نقص بره لأبيه في حياته؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من فرط في بر والده في حياته، فيمكنه تدارك ذلك بعد وفاته، فضلًا من الله تعالى ورحمة، إذا صدقت النية، وبادر إلى التوبة النصوح، فقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن حبان: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هَلْ بَقِيَ مِنْ برِّ أَبَوَيَّ شَيء أبرُّهُما بِهِ بَعْدَ مَوتِهمَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا، والاسْتغْفَارُ لَهُمَا، وَإنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِما، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتي لا تُوصَلُ إلاَّ بِهِمَا، وَإكرامُ صَدِيقهمَا.

والمراد بالصلاة هنا الدعاء، فليكثر من هذه الخصال الأربع، وكذلك الصدقة؛ فإن الميت ينتفع بها باتفاق المسلمين، وقد وردت في ذلك أحاديث صحيحة، منها ما في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ».

وكذلك كل عمل صالح يعمله يهب ثوابه لوالده، فإنه ينتفع به -إن شاء الله تعالى-، ومن ذلك حفظه للقرآن، ومراجعته له، وتلاوته له بتدبر. وللفائدة راجع الفتاوى: 2288، 8132، 32689، 8042.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني