الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في خدمات الإنترنت وإرسال التطبيقات

السؤال

أدرس في مجال الحاسب والبرمجة، وتأتيني العديد من طلبات المساعدة بأشكال مختلفة في مجال الحاسب من أشخاص أعرفهم، ومن أشخاص لا أعرفهم على شبكة الإنترنت، وأنا محتار جدًّا في موضوع التعاون معهم، فإذا طلب مني شخص مساعدته في التعديل على موقع يقدم خدمة مفيدة للناس، ولكن به بعض المحظورات الشرعية، فهل أساعده باعتبار أن عليه إثمه، وأنا عليَّ مساعدته في الخير الذي يقدمه الموقع؟ وإذا طلب مني شخص ما على الإنترنت أن أعلمه معلومة ما في البرمجة مثلًا، وأنا لا أعرف هذا الشخص أصلًا، ولا أعرف فيم سيستخدم هذه المعلومة، فهل يجب عليَّ في كل مرة أن أسأله فيم سيستخدم هذه المعلومة؟ وعلى ذلك؛ فهل يجب على كل مقدم خدمة، أو تاجر في السوق مثلًا أن يسال زبائنه فيم سيستخدمون هذه السلع؟ وإذا طلب مني صديق أن أرسل له تطبيق الواتساب مثلًا، فهل أرفض باعتبار أنني أعلم أنه سيستخدمه في محادثات غير شرعية، وسوف يستخدمه في البر، مثل التواصل مع أسرته وأهله وأصدقائه؟
وإذا أخذ كل الناس فتوى: أنه لا يجوز التعاون في مجال التكنولوجيا لمن يظهر أنه سيستخدمه في الغالب في الحرام، فلن يجد أحدًا يساعده.
وأخيرًا: أعتذر عن سؤالي إن كان معقدًا، ولكن هذا الأمر يحيرني كثيرًا. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجوز لك إعانة شخص في تعديل موقع يقدم خدمات مباحة، ولا يحرم عليك ذلك بسبب اشتمال الموقع على بعض المحظورات؛ لأنّك تعينه في الأصل على المباح، ولكن عليك أن تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر.

ويجوز لك تعليم من يسألك عن بعض أمور البرمجة، ولا يلزمك أن تسأله عن استخدامه لهذه البرامج لتعلم هل يستخدمها في المباح أو الحرام.

وإذا سألك شخص أن ترسل له تطبيقًا من التطبيقات -كالواتساب، ونحوه-؛ فيجوز لك أن ترسله إليه، إلا إذا علمت أو غلب على ظنك أنّه يريده ليستخدمه في الحرام، وراجع الفتوى: 102853.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني