الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسيلة من أحب فتاة ويريدها زوجة له

السؤال

أنا شاب عمري 21 سنة، طالب جامعي. أحببت فتاة، وتمنيتها أن تكون زوجتي، وهي كذلك كانت تربطنا علاقة دامت أكثر من سنتين. وكان أهلي وأمها أدرى بهذا، لكن توقفت منذ حوالي شهرين بعد أن أدركنا أن ما نقوم به محرم، وعلاقتنا غير شرعية.
ما زلت أحب الفتاة، وأريدها أن تكون من نصيبي. فهل من طريقة، أو دعاء يقربني إليها في الحلال وتكون من نصيبي؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بقطع هذه العلاقة مع هذه الفتاة، إذ لا يجوز شرعا للرجل أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 30003، والفتوى: 4220. فجزاكما الله خيرا.

وقد أرشد الشرع المتحابين للزواج، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وينبغي أن تبذل الأسباب التي تعينك على تحقيق مبتغاك، ومن ذلك مؤنة الزواج، وهي تكاليفه، وهي من الباءة التي ورد ذكرها في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 14223.

وأما الدعاء فهو الأساس، فربنا أمر به، ووعد الداعي بالإجابة، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وليس هنالك دعاء خاص بأمر الزواج، ولكن يمكنك أن تدعو بعموم الأدعية التي تتضمن سؤال الله تعالى التوفيق والتيسير في الأمور، وسبق ذكر طرف منها في الفتوى: 49676. وراجع أيضا الفتوى: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء وأسباب إجابته.

وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج منها، فالحمد لله، وإلا فابحث عن غيرها، والعشق يمكن علاجه؛ كما بينا في الفتوى: 9360.

ونوصيك بالصوم ونحوه من أسباب العفاف، حتى ييسر الله تعالى لك الزواج، وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى: 411667.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني