الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتقاد الصحيح في تأثير للنجوم والكواكب

السؤال

بالنسبة للنجوم والكواكب: ماذا أعتقد فيها؟ وهل هي تؤثر في شيء؟
أرجو منكم إجابة كافية لأتخلص من الشرك في مسألة الكواكب والنجوم هذه.
وشكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن النجوم والكواكب خلق من خلق الله، وآية من آياته، مسخرة بأمره سبحانه، والمحذور هو الاعتقاد بأنها فاعلة مؤثرة باستقلال عن تقدير الله -وهذا شرك أكبر-، أو الاعتقاد بأنها سبب مؤثر بتقدير الله لما لم يجعلها الله سببا له -وهذا شرك أصغر-.

وأما نفي أي تأثير للنجوم والكواكب فهو خطأ، بل لها تأثير فيما جعلها الله سببا له. قال ابن تيمية: وقد أخبر في كتابه سبحانه من منافع النجوم، أنه يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وأخبر أنها زينة السماء الدنيا، وأخبر أن الشياطين ترجم بالنجوم ... فمن أراد بقوله: إن لها تأثيرا. ما قد علم بالحس وغيره من هذه الأمور، فهذا حق، ولكن الله قد أمر بالعبادات التي تدفع عنا ما ترسل به من الشر، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الخسوف بالصلاة والصدقة والدعاء والاستغفار.

وأما إنكار بعض الناس أن يكون شيء من حركات الكواكب وغيرها من الأسباب فهو أيضا قول بلا علم، وليس له في ذلك دليل من الأدلة الشرعية ولا غيرها، بل النصوص تدل على خلاف ذلك، كما في الحديث الذي في السنن، عن عائشة -رضي الله عنها-، أن «النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى القمر، فقال: يا عائشة؛ تعوذي بالله من شر هذا، فهذا الغاسق إذا وقب» . كما في حديث الكسوف، حيث أخبر أن الله يخوف بهما عباده. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وراجع مزيد تفصيل في الفتاوى: 5827، 134029، 135395.

وراجع لعلاج الوسوسة: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني