الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة خشية الإصابة بالكورونا

السؤال

أنا امرأة مريضة بالربو، وزوجي إنسان مستهتر، لا يأخذ بالأسباب للتوقي من فيروس كورونا.
هل يجوز أن أمتنع عن معاشرته؛ لأتجنب العدوى، وأن أرتدي الكمامة بالبيت طول اليوم؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله عز وجل أن يشفيك من هذا المرض شفاء تاما، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.

والأصل أنه يجب عليك إجابة زوجك إذا دعاك إلى الفراش؛ لورود الأمر بذلك في السنة النبوية، والتحذير الشديد من الامتناع عن ذلك.

ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته؛ فبات غضبان عليها. لعنتها الملائكة حتى تصبح.

قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت، على أي صفة كانت، إذا كان الاستمتاع في القبل... ما لم يشغلها عن الفرائض، أو يضرها، فليس له الاستمتاع بها إذن؛ لأن ذلك ليس من المعاشرة بالمعروف، وحيث لم يشغلها عن ذلك، ولم يضرها، فله الاستمتاع، ولو كانت على التنور، أو على ظهر قتب ـ كما رواه أحمد، وغيره. اهـ.

ومن هذا تعلمين أن العذر الحقيقي هو الذي يسوغ لك الامتناع؛ بأن يكون زوجك على حال يقتضي الامتناع عن مخالطته، خشية إضراره بالآخرين. وأما مجرد ما ذكرت من استهتاره وعدم أخذه بأسباب التوقي، فلا يبيح لك الامتناع عن استمتاعه بك إن رغب في ذلك.

ولكننا ننصح زوجك بالحزم واتخاذ الاحتياطات، والأسباب المعينة على الوقاية من هذا المرض؛ ليجنب نفسه والآخرين الضرر.

فاتخاذ الأسباب مطلوب شرعا، وهو من تمام التوكل على الله سبحانه، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله.

وأما احترازك أنت بلبس الكمامة، فلا حرج عليك فيه -إن شاء الله- وعلى وجه العموم، ينبغي التعامل في الأمور الاحترازية من المرض بشيء من الاعتدال حتى لا يقود الأمر إلى مرض آخر وهو الوسواس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني