الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الروح مخلوقة؟ وما معنى قوله تعالى: (من روحي) (قل الروح من أمر ربي)؟

السؤال

قال تعالى: (فوجدها تغرب في عين حمأة) في ظاهر الكلام أن هذا يتناقض مع العلم الحديث.
والسؤال الثاني: يقول بعض علماء الدين: إن الروح مخلوقة، عكس القرآن الكريم الذي هو كلام الله، ولكن الله يقول: (فنفخنا فيها من روحنا)، أكثر من مرة، ويقول سبحانه: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا)، فهل الروح مخلوقة أم هي مثل القرآن روح الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أجبنا عن الشبهات المثارة حول قوله سبحانه: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ{الكهف:86}، فانظر ذلك في الفتاوى: 420457، 72121، 110627.

وأما الروح: فهي مخلوقة باتفاق المسلمين.

وقوله سبحانه: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ {الحجر:29}، وقوله تعالى: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا {الأنبياء:91}، ونحوها من الآيات التي فيها إضافة الروح لله جل وعلا، من إضافة المخلوق إلى الخالق؛ للتشريف والتكريم، مثل (بيت الله)، و(شهر الله)، كما تراه مبينًا في الفتوى: 25702.

وأما قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا {الإسراء:85}،

فالأمر ها هنا بمعنى المأمور، فليس فيه ما يشير إلى أن الروح غير مخلوقة، وانظر كلام ابن القيم حول هذه الآية في الفتوى: 172589.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني