الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسيان القرآن بين المؤاخذة وعدمها

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد.
قرأت في فتواكم أن الصحابة كانوا يعدون نسيان القرآن من الكبائر. وأنا حفظت أكثر من نصف القرآن ونسيته، وحاليا أحاول الاجتهاد في مراجعته.
لكن سؤالي: عندما حفظته كنت لا أدري لماذا أحفظه؟ ولا أعرف عقوبة نسيانه، هكذا أحفظه فقط حتى أكون مثل أخواتي اللاتي يحفظن القرآن ويختمنه. وكانت دار التحفيظ بالنسبة لي كالمدرسة، أحل الواجب وأختبر، ثم أنسى جميع ما سبق. ولم يعلمني أحد أنه يجب علي أن أتعاهد القرآن، لا لأجل الاختبار، ولكن لأنه كلام الله. ولم يكن حفظي متقنناً في أي سورة.
عرفت فضل القرآن وبركته، لكن ذنب كل ما حفظت يلاحقني.
فهل إذا لم يوفقني الله وأتقن كل ما حفظته سابقا، أكون آثمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسيان القرآن الناشئ عن عدم تعاهده، من الذنوب، وأما ما كان بغير تفريط من العبد، فلا مؤاخذة به، وانظري الفتوى: 59016.

والظاهر أنك قد فرطت حتى نسيت محفوظك من القرآن. فعليك أن تستغفري الله تعالى، وتجتهدي في تعاهد هذا المحفوظ حتى تسترجعيه.

وإذا اجتهدت في المراجعة، ولم تتمكني من استرجاع بعض محفوظاتك، فلا إثم عليك -إن شاء الله- لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وما دمت قد تبت؛ فإن توبتك تنفعك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني