الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العذر بالجهل في حقوق الآدميين

السؤال

في السابق كنت آخذ راتبًا دون الذهاب إلى العمل، لكني لم أكن أعرف أن راتبي حرام، لكني كنت أعرف أن ذلك خطأ، ثم بعد ذلك عرفت أن الراتب الذي آخذه حرام، ومع ذلك لم أذهب للعمل، وظللت أتغيب عن العمل، وأعرف أن عليّ إرجاع المال، فهل أعيد لهم المال الذي أخذته منذ أن عرفت أن راتبي حرام، أو أعيد لهم المال كله؟ وهل أعذر بالجهل أم لا؟ وهل يمكنني أن أعيد المال عبر التحويل المصرفي؛ لأن الدولة التي أعيش فيها ليست فيها أية سيولة، أي أن المال الذي سأرسله عبارة عن بيانات؛ لأن جميع المصارف ليست فيها سيولة؟ علمًا أني أنا أيضًا كنت آخذ بعض هذا الرواتب بهذه الطريقة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تعيد كل المال الذي أخذته بغير حق من جهة العمل، ولا تعذر بجهلك بالتحريم؛ فإنّ هذا حقّ آدمي، لا يسقط بالجهل، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ولا يعتبر الجهل عذرًا في حقوق الآدميين، مثله في ذلك مثل الخطأ، فيضمن الجاهل، والمخطئ ما يتلفانه من حقوق العباد. انتهى.

ولا حرج عليك في ردّ الأموال إلى جهة العمل عن طريق الحوالة المصرفية، وراجع الفتوى: 272065.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني