الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يعلم العبد أن الله لا يريد توفيقه لشيء معين؟

السؤال

كيف تعلم أن الله لا يريد توفيقك في هذا الشيء؛ لأنه شر، ولا يوجد فيه خير؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلى العبد أن يفوّض أموره كلها لله، ويتوكل عليه، ويحسن الظن به، ويعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، وإذا همَّ بالأمر، فليستشر ذوي الرأي، وليستخر الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلم الطيب: وما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وتثبت في أمره، فقد قال الله تعالى: {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} [آل عمران:159]، قال قتادة: ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا لأرشد أمرهم. انتهى.

فإذا استخار العبد، واستشار، وتثبت، وتأنَّى، ثم مضى، فلم يتيسر الأمر الذي أراده، فليعلم أن الخير ليس فيه، وليثق بتدبير الله، وحسن اختياره له، وليصرف همّته عن هذا الأمر؛ موقنًا بأن الخير في غيره.

فبهذا يتبين أن الله لم يرد هذا الأمر للعبد، وذلك بألا ييسره له، ويحول بينه وبينه، كما يقول الداعي في دعاء الاستخارة المخرج في الصحيح: وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني