الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلبية طلب الوالد في حضور عقيقة ابن أخيه إذا استلزم السفر وخشي الوباء

السؤال

إذا طلب والد زوجي منه الحضور لعقيقة ابن أخيه، ونحن نسكن في محافظة بعيدة، ولدينا طفلان صغيران، ونخاف عليهما من السفر والوباء، فهل يجوز لنا رفض طلبهم، خاصة إذا كان يمكنهم تأجيل هذه المناسبة لحين إتاحة الظروف؟ وإذا لم نحضر -أنا وزوجي-، وتسبب ذلك في استياء والد زوجي ووالدته منا، فهل هذا يعد عقوقًا؟ وإذا طلب منه والده السفر إليهم بمفرده، وحضور هذه المناسبة، وتركنا، واعترضت على ذلك، فهل هذا حرام، وعليَّ وزر؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء: إنه مهما أمكن الولد طاعة والديه فيما يأمرانه به، مما لا معصية لله فيه؛ كان أفضل، فإنه يبرّهما بذلك، ويكسب رضاهما، وفي هذا من القربة والثواب ما فيه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

وكذلك الحال بالنسبة لزوجته مع أصهاره، ينبغي أن تحرص على كل ما يقوّي العلاقة بينها وبينهم، ويحسن العشرة، ويكسب المودة، فتلبّي طلب والد زوجها ما أمكن، هذا مع العلم بأنها لا يجب عليها تلبية ذلك، وإن أمرها زوجها؛ ولذلك لا حرج عليها إن رفضت، وتراجع الفتوى: 97514.

وطاعة الولد لوالديه لا تجب بإطلاق، كما بين أهل العلم، بل هي مقيّدة بما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، وللمزيد يمكن مراجعة الفتوى: 76303.

فإن خشي ضررًا، فله الحق في عدم الذهاب، ولكن إن رأى البرّ بوالده، والذهاب، مع اتخاذ الاحتياطات الصحية ضد الوباء؛ فلا يجوز لزوجته الاعتراض عليه، على أن يؤَمِّن لكم ما تحتاجون إليه حتى يرجع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني