الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام امتناع الزوجة من السفر إلى زوجها والمسكن الذي يريده زوجها

السؤال

ما حكم امتناع الزوجة عن السفر إلى زوجها في دولة خليجية، متعللة بجفاء العلاقة، نظرا لوجود مشاكل من الطرفين. لكن الزوج يريد لم شمل الأسرة، خصوصا أن بينهما طفلا، لكن الزوجة تصر على البقاء كنوع من الضغط، وحرمانه من ابنه؛ لأنه لا يريد العيش في بيت هو محل الزواج؛ لأنه ملكها. وحدثت الكثير من المشاكل النفسية نتيجة لذلك، فهي ترفض بالطبع الانتقال لبيت آخر في القرية، يملكه الأب.
والموضوع متوقف إلى هذا الحد، نظرا لأن الزوج طبيب ويعمل في الخارج، وليست فيه أي مشكلة بالنسبة للزوجة، بالعكس، وكان الاتفاق العام على السفر، وسيتم مناقشة الموضوع ثانية حين يكون هناك استقرار كامل في مصر وقتها. الآن الوضع العام هو قضاء شهر واحد في العام، لن يؤثر بشكل أو بآخر سواء هنا أو هناك.
فباختصار: الزوجة ترفض السفر لحين الجلوس مع أهلها، وهي تعلم أنه لا يمكنني الذهاب إلى مصر الآن، نظرا للارتباطات. والزوج يريد أن يجتمع بابنه على الأقل (لا توجد إهانة أو بخل، أو أي شيء من هذا القبيل) إلا أن الزوجة لم تعد تشعر بالحب كما مضى، بكل أمانة. وهذا بسبب الكثير من المشاكل التي أتعبتني نفسيا إلى أقصى درجة، مما جعل حتى الابتسامة تتلاشى، وهي معترفة بتقصيرها من ناحية الواجبات المنزلية ومن ناحية الإهانات التي تكررت من أهلها. والتي توقفت الآن بكل أمانة أيضا، لكن أنت كرجل كرامتك عندك غالية ولا تستطيع النسيان.
وحين طلبت من زوجتك الانتقال إلى بيت آخر تكون فيه أنت السيد وصاحبه، رفضت رفضا باتا لمجرد أنه في قرية، وأنا أعيش في مدينة حيث الإمكانيات الأعلى وهكذا.
وأن الشرع يلزمني كزوج بالعيش في المنزل المتفق عليه مسبقا، وإلا فلن تذهب معي، وقد توقفت عند الحديث في هذا الموضوع لحين الاستقرار كما ذكرت.
الآن لا أنكر أني مقصر من الناحية القلبية، لكني لا أستطيع ذلك، ما أقدر عليه هو المعاملة الحسنة، والمودة والرحمة، والناحية المادية التي أمرت بها.
أما الكلام المعسول والأشياء التي من هذا القبيل، فلا أقدر عليها أبدا، لما رأتني أهان أمامها ويهان أبي وأمي ولم تحرك ساكنا، كما رأيت من أول يوم زواج أني كنت شبه أترجي أن تستيقظ قبلي وتحضر لي طعام الإفطار على الأقل، مع العلم أنها لا تعمل، ووعدت ألف وعد ثم تنفذ يومين ثلاثة وتعود الأمور كما كانت. واعترفت أيضا أنها مقصرة في هذا الناحية، وأنها كانت مرفهة وهكذا.
ووصل الحال إلى أنها تذل زوجها بأنه لا يدفع مصروفا شخصيا، مما خلق فجوة كبيرة، لكن الطفل ما يجعلني أحاول.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيلزم الزوجة طاعة زوجها إذا طلب منها السفر إليه، ولا يجوز لها الامتناع عن ذلك إلا لمسوغ شرعي، فقد نص الفقهاء على أن للرجل أن يرتحل بزوجته حيث يشاء، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 72117.

ومجرد جفاء العلاقة بينهما لا يسوغ لها الامتناع عن السفر إليه. وليس لها أن تشترط عدم السفر، ويرجع زوجها ويجلس إلى أهلها.

وليس للزوجة أن تمتنع عن الانتقال للبيت الذي يريد لها زوجها السكنى فيه، إن لم يوجد ما يمنعها شرعا من السكنى فيه، ومن ذلك أن يكون مستقلا بحيث لا يشركها فيه أحد من أقارب الزوج، ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 66191.

ومن هنا تعلم أن البيت إن لم يكن مستقلا، أن لها الحق في الامتناع عن الانتقال إليه، وكذلك الحال فيما إذا اشترطت قبل العقد على زوجها أن لا ينقلها من بيت أهلها، فيجب عليه الوفاء لها بذلك، وانظر الفتوى: 1357.

وكون هذا البيت في قرية ليس مسوغا لها في الامتناع عن الانتقال لغير ضرر.

وإن مما ننصح به أن يجلس العقلاء من أهلك وأهل زوجتك ليسعوا بالصلح، ووضع أسس تكون سببا لاستقرار الأسرة، وتجنب المشاكل في المستقبل.

فإن تم الصلح، وحدث التوافق بينكما، فسيزول -بإذن الله- ما ذكرت من الجفاء، وغياب الحب والمودة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني