الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب قطع العلاقات العاطفية

السؤال

أنا فتاة في سن المراهقة، كنت أواعد شابا في علاقة غير شرعية لمدة عامين -علاقة عادية لم يحدث فيها شيء من الزنا أو ما شابه-، وبالرغم من أنني أحبه؛ إلا أنني أنهيت العلاقة بنية التوبة؛ لأنها حرام رغم صعوبة ذلك عليَّ، لكن استمررت في الحديث معه بكلام مختصر، بعد أن طلب هو ذلك، يعني كإنسان عادي. هل يجوز ذلك؟ أم يجب أن أتوقف عن الكلام معه نهائيا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه العلاقات العاطفية بينك وبين هذا الشاب الأجنبي عنك أمر محرم، ولو لم يترتب عليها شيء من الزنا ونحوه، فالواجب على من أوقع في قلبها حب شاب أن تعف نفسها، ولا تتواصل معه؛ لأن هذا قد يكون ذريعة للفتنة والفساد، وراجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 4220.

والتوبة من هذه العلاقة، وقطعها أمر واجب، وقد أحسنت بإدراكك لخطئك، وإقبالك على التوبة، ومن تمام هذه التوبة أن لا يكون بينك وبينه محادثة مختصرة كانت أم طويلة، فلا تجوز المحادثة بين الأجنبيين إلا لحاجة، ومع مراعاة الضوابط ، وانظري الفتوى: 21582.

والسبب الشرعي الوحيد للعلاقة بينكما هو الزواج الصحيح، وهو ما أرشد إليه الشرع الحكيم، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فإن تيسر أمر زواجه منك، فبها ونعمت؛ وإلا فليذهب كل منكما في سبيله، ولمعرفة كيفية علاج العشق راجعي الفتوى: 9360.

ونوصيك بالحرص على السير في طريق الاستقامة بطلب العلم النافع، والإكثار من العمل الصالح، وصحبة النساء الخيرات، وغير ذلك مما يعين في هذا السبيل، ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 12928، 10800، 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني