الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الابن أمّه بالأذى النفسي المترتب على رفضها الإذن له بالدراسة

السؤال

إذا حاول الإنسان إقناع أمّه أن تأذن له بالدراسة في الجامعة الإسلامية، وأخبرها أن رفضها يسبب له الهمّ والحزن، فإذا حزنت الأم بسبب إخباره لها بما يجده في نفسه، فهل يكون قد أذاها، وعَقَّها؟ مع العلم أن قصد الإنسان هو أن تشعر الأم بالمشقة التي يجدها الولد، والفرح الذي سيجده لو أذنت له.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس في ذلك عقوق للأم؛ إذ مجرد إخبارها بما يريد أن تأذن له فيه، ومحاولة استجلاب رضاها بسفره بالتصريح لها بما ذكر، لا محظور فيه بحال.

وعلى هذا الشخص أن يتلطف لأمّه، ويرفق بها، ويحاول إقناعها حتى ترضى، فإن رضيت، فالحمد لله، وإلا، فله أن يدرس في هذه الجامعة، ولو بغير رضاها؛ لأن طاعتها لا تلزم في هذا الأمر؛ إذ لا ضرر عليها فيه، ولا منفعة تحصل لها بتركه، وانظر لبيان ضابط ما يجب فيه طاعة الوالدين الفتوى: 415951.

ولو استلزم الأمر سفره، فيجوز له أن يسافر بغير إذنها، وليس عاقًّا لها -والحال هذه-، إلا أن تكون محتاجة له، فلا يسافر إلا أن تأذن، كما بيناه في الفتويين التاليتين: 409231، 196141.

لكن الأولى والأحسن أن يحاول إقناعها واسترضاءها، وألا يدرس أو يسافر إلا بإذنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني