الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود بنت لفرعون ثابت في السنة الصحيحة

السؤال

أنا سمعت كثيرا عن قصة ماشطة ابنة فرعون، لكن يقال أيضا إن فرعون كان عقيما، فإذا كان فرعون عقيما -يعني ليس لديه أبناء ولا بنات-، فهل هذا يتنافى مع قصة الماشطة؟ وما مدى صحة المعلومات المتداولة عن عقم فرعون؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء: لم يرد في القرآن، ولا في صحيح السنة -فيما نعلم- أن فرعون كان عقيما، لا يولد له. وقد قيل إنه كان عقيما، وقيل إنه كانت له ابنة واحدة، وتبقى كل هذه أقوالٌ ليست مرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا يعارض بها ما ورد في صحيح السنة.

وقد ذكر بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ {سورة القصص:8} أن الذي التقطه من الماء هي ابنة فرعون، وأنه كانت له ابنة واحدة، ولم يكن له ابنٌ.

قال ابن جرير الطبري في تفسيره «تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر» (18/ 159): وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِقَوْلِهِ: {آلُ فِرْعَوْنَ} [البقرة: 49] فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِذَلِكَ: جَوَارِي امْرَأَة فِرْعَوْنَ ... وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " كَانَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ بَرْصَاءَ، فَجَاءَتْ إِلَى النِّيلِ، فَإِذَا التَّابُوتُ فِي النِّيلِ تُخْفِقُهُ الْأَمْوَاجُ، فَأَخَذَتْهُ بِنْتُ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا فَتَحَتِ التَّابُوتَ، فَإِذَا هِيَ بِصَبِيٍّ، فَلَمَّا اطَّلَعَتْ فِي وَجْهِهِ بَرِأَتْ مِنَ الْبَرَصِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا الصَّبِيَّ مُبَارَكٌ، لَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بَرِئْتُ، فَقَالَ فِرْعَوْنُ: هَذَا مِنْ صِبْيَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلُمَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَقَالَتْ: {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ}. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني