الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة سورة مشتملة على سجدة في فجر يوم الجمعة

السؤال

ما حكم من صلى فجر الجمعة بسورة غير السجدة، وكان في إحدى آيات السجود الأخرى، وسجد، ثم وقف، وأكمل القراءة، فركع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعله ذلك المصلي جائز، ولا حرج فيه، فإن قراءة سورة مشتملة على سجدة جائز في فجر يوم الجمعة، وغيره، مع أن بعض أهل العلم كالمالكية يكرهون تعمد قراءة سورة مشتملة على سجدة في الفريضة. وراجع التفصيل في الفتوى: 113834.

وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي السجدة، والإنسان، لكن كره بعض أهل العلم المداومة على ذلك؛ خوف اعتقاد مشروعية سجدة زائدة في فجر الجمعة.

قال ابن القيم -رحمه الله في "زاد المعاد": وكان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في فجره بسورتي ( آلم تنزيل ) و ( هل أتى على الإنسان )، ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة، ويسمونها سجدة الجمعة، وإذا لم يقرأ أحدهم هذه السورة استحب قراءة سورة أخرى فيها سجدة، ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة، دفعًا لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة؛ لأنهما تضمنتا ما كان، ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، فكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعا ليست مقصودة حتى يقصد المصلي قراءتها حيث اتفقت. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني