الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب عدم ذكر العم والخال في الآية التي تذكر جواز إبداء المرأة الزينة أمامهم

السؤال

في آية أمر المؤمنات بغض أبصارهن في سورة النور، ذكر ربنا -سبحانه وتعالى- من يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامهم.
لكن لماذا يتم ذكر بعض المحارم كالأعمام والأخوال، وأبناء الرضاعة وأزواج البنات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر بعض أهل التفسير أن السبب في عدم ذكر العم والخال وغيرهما من المحارم بالرضاعة أو بالمصاهرة في الآية الكريمة، ليس لمخالفة حكمهم لمن ذكر من المحارم فيها، وإنما جرى تعداد من ذكروا في الآية مجرى الغالب؛ لأنهم الذين تكثر مخالطتهم للمرأة في شؤون حياتها.

قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: وَالظَّاهِرُ أَنَّ سُكُوتَ الْآيَةِ عَنِ الْعَمِّ وَالْخَالِ لَيْسَ لِمُخَالَفَةِ حُكْمِهِمَا حُكْمَ بَقِيَّةِ الْمَحَارِمِ، وَلَكِنَّهُ اقْتِصَارٌ عَلَى الَّذِينَ تَكْثُرُ مُزَاوَلَتُهُمْ بَيْتَ الْمَرْأَةِ، فَالتَّعْدَادُ جَرَى عَلَى الْغَالِبِ. وَيَلْحَقُ بِهَؤُلَاءِ الْقَرَابَةِ مَنْ كَانَ فِي مَرَاتِبِهِمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ؛ لقَوْل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ»، ... وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ فِيهِمْ مِنَ الرُّخْصَةِ مَا فِي مَحَارِمِ النَّسَبِ وَالصِّهْرِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني