الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسكين الذي يُدفَع له طعام الكفارة

السؤال

إذا وجدت مسكيًنا لديه ما يكفيه -من دخله، أو من المال الذي يأتيه صدقة-، لكنه يستدين المال، ويسدّ حاجته من الدَّين، فهل يظلّ من مستحقي كفارة الطعام، حتى لو كان لديه ما يكفيه فقط؛ لأن كفايته تأتيه من الدَّين، وليس من دخله، أو من الصدقات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فطعام الكفارة، شرع الله دفعه للمساكين فقط دون سائر مصارف الزكاة، من الغارمين، وغيرهم؛ بدليل قول الله تعالى: فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا {المجادلة:4}.

ولا يجوز صرفها إلى غير الفقراء والمساكين، قال ابن قدامة في المغني: ولا يجوز صرفها إلى غيرهم -أي: الفقراء، والمساكين-؛ سواء كان من أصناف الزكاة، أو لم يكن؛ لأن الله تعالى أمر بها للمساكين، وخصّهم بها , فلا تدفع إلى غيرهم؛ ولأن القدر المدفوع إلى كل واحد من الكفارة قدر يسير، يراد به دفع حاجة يومه في مؤنته , وغيرهم من الأصناف لا تندفع حاجتهم بهذا؛ لكثرة حاجتهم، وإذا صرفوا ما يأخذونه في حاجتهم، صرفوه إلى غير ما شرع له. انتهى.

فإن كان المسكين المسؤول عنه عنده من الكفاية في الوقت الحالي ما يكفيه لسَنتِه؛ سواء كان من الدين، أم من غيره؛ فلا يدفع إليه طعام الكفارة.

وإن لم يكن عنده في الوقت الحالي ما يكفيه لسنته؛ فهو من الفقراء والمساكين الذين يدفع إليهم طعام الكفارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني