الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بوظيفة راتبها من عوائد القروض الربوية

السؤال

من غزة أرسل لكم هذا السؤال وكلي ثقة إن شاء الله بأنكم سوف توفرون لي الرد الشافي.
كنت أعمل مع وكالة الغوث (الاونروا) في غزة وتركت العمل، والآن أريد أن أعود من خلال التقدم لوظيفة، ولكن هذه الوظيفة تابعة لدائرة المشاريع الصغيرة حيث إن هذه الدائرة استقلت بموازنتها عن موازنة الأونروا، وتعتمد هذه الدائرة في موازنتها على فوائد القروض التي تمنح للمقترضين ليس في غزة فحسب بل في جميع أماكن تواجد عمل الاونروا، رغم أن الموازنة الأساسية لهذه الدائرة كانت من ضمن موازنة الأونروا، وكذلك بالإضافة إلى قسم القروض في هذه الدائرة يوجد قسم آخر وهو قسم تنمية القدرات من خلال عقد دورات تدريبية مقابل رسوم رمزية، فهل العمل في الوظيفة (مدير إداري) في هذه الدائرة حلال أم حرام، مع العلم بأن الراتب سوف يكون من عوائد القروض؟ ولكم كل الشكر والامتنان لسرعة ردكم على عنوان الموضح ادناه وبارك الله فيكمالعنوان البريدي: imadaudeh@yahoo.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فبما أنك ذكرت أن الراتب سيكون من عوائد القروض الربوية فإنه لا يجوز لك العمل في هذه الوظيفة، لأنك والحال هذه ستأخذ مرتبك من عين المال الحرام وهو الفوائد الربوية وهذا غير جائز، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما في الوجود من الأموال المغصوبة والمقبوضة بعقود لا تباح بالقبض إن عرفه المسلم اجتنبه، فمن علمت أنه سرق مالاً أو خانه في أمانة أو غصبه فأخذه من المغصوب قهراً بغير حق، لم يجز أن آخذه منه لا بطريق الهبة ولا بطريق المعاوضة ولا وفاء أجرة ولا ثمن مبيع ولا وفاء عن قرض فإن هذا عين المال المظلوم. انتهى.

إضافة إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يقوم بإدارة أي مؤسسة تمارس الحرام من الربا ونحوه، لقول الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني