الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل المرأة في مكان مختلط

السؤال

أنا فتاة عمري 18 سنة، والدي يعمل بكل جهد لتوفير المال للمنزل، ولكن وضعنا سيئ، فما حكم عملي في هذه الحالة؛ لأخفّف المصروف عن أبي، وأكون مسؤولة عن مصروفي؟ علمًا أني طالبة جامعية، ومتطلباتي كثيرة، وأنا فتاة ملتزمة، ولباسي محتشم، ولا أختلط بالرجال، ولا أتحدّث معهم إلا للضرورة، فما حكم عملي في مكان مختلط، كمكتبة مثلًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن قرار المرأة في بيتها أفضل؛ لقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}، قال ابن كثير في تفسيره: أي: الزمن بيوتكن؛ فلا تخرجن لغير حاجة. اهـ.

وإذا احتاجت للخروج للعمل، فلا بأس بذلك؛ بشرط مراعاة الضوابط الشرعية، ومن ذلك: اللباس الشرعي، وسبق بيان شروطه في الفتوى: 6745، هذا بالإضافة للضوابط الأخرى التي سبق بيانها في الفتوى: 44756.

والعمل في المكان الذي فيه اختلاط، يختلف الحكم فيه باختلاف نوع الاختلاط: فإن كان فيه تمايز بين الرجال والنساء، وعدم وجود شيء من أسباب الفتنة، فلا حرج في ذلك، بخلاف ما إذا كان من جنس الاختلاط المعهود اليوم كثيرًا، والذي تتوفر فيه دواعي الفتنة؛ فإنه اختلاط محرم، فيحرم العمل -والحالة هذه- إلا لضرورة.

وللمزيد عن ضابط الاختلاط المحرم، يمكن مراجعة الفتوى: 173063، وتراجع أيضًا الفتوى: 3859، وهي عن ضوابط سفر المرأة وعملها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني