الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز تبديل أوقات الصلاة بحال

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، أنا ملتزم بالصلاة منذ كان عمري ثلاث سنوات، لا أقطع فرضا، والحمد لله.
ولكني من النوع الذي لا يستطيع التركيز، أو الإفاقة والنشاط إلا في الليل. ومنذ رمضان الماضي أصبحت أنام بالنهار وأستيقظ بالليل. وهذا الموضوع جعل الشيطان يسول لي عدم الصلاة لفترة، ولكن والحمد لله، كنت أقوى منه. ومنذ وعيت على الدنيا وأنا أمتلك ضميرا صحوا لا يجعلني أقع في الكبائر، وهذا فضل من الله. ولكن تجميع الفروض ذنب عظيم، وجزاؤه جهنم وبئس المصير.
حاولت أن أعيد الأمر إلى ما كان عليه: النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، ولكن لا جدوى. حاولت بكل الطرق الممكنة حتى إنني أفقت ثلاثة أيام بلياليها حتى أنهار وأنام بالليل، ولكن لا فائدة. فإن هناك طاقة عجيبة تطرأ علي في الليل، ولا أستطيع النوم. فهذا كما ذكرت يسبب مشكلة كبيرة في تجميع الفروض.
فهل يمكن أن تكون الفروض حسب وقت اليقظة مقسمة كالنهار مثلا الفجر في الساعة الخامسة مساء، والظهر في الثانية عشرة منتصف الليل. والعصر الثالثة والنصف صباحا، والمغرب الخامسة صباحا، والعشاء في السادسة والنصف. أم هناك حل آخر؟
آسف لطول المقالة، فقد جاوزت ألف حرف، ولكن أرجو المساعدة؛ لأن هذا يشكل لي مشكلة عظيمة في حياتي وديني.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلاتك قبل التمييز، غير معتد بها. وأما صلاتك بعد التمييز، فإنك تثاب عليها -إن شاء الله-

وأما بعد بلوغك، فإنه قد جرى عليك قلم التكليف بحيث تأثم على ترك الصلاة، وتعمد إخراجها عن وقتها.

ثم اعلم أن للصلاة مواقيت قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز تبديلها ولا تغييرها بحال، والواجب عليك أن تصلي الصلاة لوقتها.

فإذا نمت قبل دخول وقت الصلاة، فلا إثم عليك إذا استيقظت بعد خروج الوقت، وعليك أن تصلي فور استيقاظك، وانظر الفتوى: 141107.

وينبغي لك أن تأخذ بأسباب الاستيقاظ قبل نومك؛ لتقوم وتصلي في الوقت، وذلك بضبط منبه، أو توكيل من يوقظك ونحو ذلك.

فإن استيقظت في الوقت، فعليك أن تصلي، وإلا فلا إثم عليك إذا خرجت الصلاة عن وقتها بسبب النوم.

وإذا استيقظت من نومك وقد فاتتك جملة من الصلوات، فعليك أن تقضيها جميعا على الفور مراعيا الترتيب بينها، إلا أن تخشى فوات وقت الصلاة الحاضرة فتقدمها، ثم تقضي ما عليك من صلوات، وانظر الفتوى: 262375.

وأما ما سألت عنه من تغيير مواقيت الصلاة، فهو عبث لا يليق بمسلم أن يتصور جوازه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني