الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من صلى على سجادة متنجسة غير عالم بنجاستها

السؤال

كنت أعمل في شركة، وكنا نصلي في جماعة. وقد نزل مني كثير من البول وأنا أصلي؛ لأن عندي مرض السكري. وبعض هذا البول سقط على سجادة الصلاة. ولأنها صلاة جماعة فقد شعرت بالحرج من أن أغسل سجادة الصلاة مع وجود الناس، وقد تركت الشركة بسرعة.
وبعد ذلك بمدة لا أتذكرها، كانت هذه السجادة في حجرة مدير الشركة، دخلت وهو لم يكن موجودا؛ لكي آخذ السجادة لأغسلها.
لا أتذكر التفاصيل (أنا خائف أن أكون لم أغسلها أساسا) ولكن أغلب ظني والذي في ذاكرتي أني غسلت المكان الذي اعتقدت أن البول عليه بسرعة، وأني غسلتها ومسحتها بقليل من الماء، ولكني خائف أن أكون لم أحسن غسلها.
بعد هذا كنت أصلي عليها أنا والعاملون في الشركة. بعد ذلك ب 3 سنوات تركت الشركة. وبعد خمس سنوات تذكرت هذا الموقف مرة أخرى. وبدأت أفكر فيه مرة أخرى، وخفت أن الصلاة لن تكون مقبولة من أي أحد صلى عليها، وأن وزر كل الصلوات سوف يكون علي. فأرسلت رسالة إلكترونية إلى شؤون العاملين في الشركة من بريد إلكتروني وهمي، وذكرت أن في سجادة الصلاة نجاسة من حذاء كانت فيه نجاسة، وأنه لا بد من غسلها. لكني لست متأكدا أن هذه الرسالة وصلت لهم، أو أنهم عملوا بها؛ لأن الرسالة من بريد وهمي. ولكني نسيت الموضوع، وتذكرت الآن المشكلة مرة أخرى، لكن الشركة ليست موجودة الآن (تم إغلاقها منذ ثلاث سنوات تقريبا) ويمكن أن يكون أشخاص كثيرون جدا عملوا بها، قد استخدموا سجادة الصلاة هذه، وأيضا سجادة الصلاة هذه يمكن أن تكون في مكان الآن، وتستخدم حتى الآن.
إذا سمحتم هل من الممكن نصيحتي في هذا الموقف. هل لي من توبة، هل أنا أقرب للكفر الآن؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا مجرد شك، فلا تلتف إليه. أما إن كنت متيقنا من كون السجادة قد أصابها بول، فكان الواجب عليك غسلها بصب الماء على الموضع المتنجس حتى تتيقن طهارته، وألا تستحيي من الناس.

وأما مجرد مسحها بالماء، فلا يكفي في تطهيرها، وليس عليك الآن سوى التوبة والاستغفار، وعليك إذا تكرر منك هذا الموقف ألا تستحيي من أحد، فالله أحق أن تستحيي منه.

وعليك أن تطهر ما يصيب الفراش ونحوه من النجاسة بصب الماء على الموضع المتنجس، حتى يغمر الماء تلك النجاسة، وبذلك يحكم بزوالها.

وأما صلاة من صلى على هذه السجادة؛ فهي صلاة صحيحة بكل حال، حتى على تقدير وجود نجاسة بها؛ لأن اجتناب النجاسة شرط مع العلم والقدرة على الصحيح، والمفترض أنهم صلوا غير عالمين بالنجاسة. وانظر الفتوى: 111752.

وأنت بحمد الله مسلم، لكن عليك ألا يتكرر منك هذا الموقف، ولتكن خشية الله -تعالى- مقدمة عندك على خشية كل ما سواه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني