الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسافة السفر المبيحة للإفطار

السؤال

عندي استفسار عن حكم الصيام. أنا مقيم في أوروبا -في ألمانيا تحديدا-، أعمل في مدينة بعيدة عن مدينتي 80 كيلو مترا، كل يوم أسافر حوالي 160 إلى 170 كيلو إلى العمل؛ ذهابا وإيابا، أستيقظ كل يوم السابعة صباحًا، وأعود إلى المنزل حوالي الثامنة مساءً.
ما هو الحكم الشرعي لصيامي؟ علما أن أذان الفجر تقريبا 3:30 صباحًا، والمغرب تقريبا 9 مساءً.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمسافة القصر أربعة برد. جاء في الموسوعة الفقهية: جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ السَّفَرَ الشَّرْعِيَّ الْمُثْبِتَ لِلرُّخَصِ، يَرْتَبِطُ بِالْمَسَافَةِ، وَمَسَافَةُ السَّفَرِ هَذِهِ عِنْدَهُمْ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ. اهـ.

وذلك مقدر بثلاثة وثمانين كيلو مترا، وهي تحسب في الذهاب لا في الذهاب والإياب معا، ثم إنها تحسب من خارج عمران المدينة التي تقيم بها، كما بينا في الفتوى: 356455. وما أحيل عليه فيها.

وعلى هذا؛ فإن كانت المسافة المذكورة دون مسافة القصر على ما بيناه لك، فعليك الصيام في رمضان، وإلا فالفطر مباح للمسافر كما هو معلوم؛ لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ {البقرة:185}.

على أن كثيرا من أهل العلم يرون أن الصوم أفضل للمسافر الذي يقوى على الصيام، وراجع الفتوى: 26043.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني