الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صوم من خرج منه المذي عند المالكية

السؤال

عندي بعض الأسئلة من فضلكم.
أنا من بلد يتبع المذهب المالكي، وكما تعلمون، فالمذي مفطر في مذهب مالك. وأنا أعاني من خروج المذي أحيانا بعد قيادة السيارة (أنا حديث العهد بالقيادة)، فكيف أتصرف، خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب: هل لي أن أترخص بأخذ فتوى المذاهب الأخرى؟
وهل هناك حل لخروج المذي؟
إضافة إلى ذلك، كان يخرج مني في بعض الأيام من رمضانات سابقة مذي، بدون أن أتعمد فعل ما يوجب خروجه، وكنت أقضي تلك الأيام.
فهل ما فعلته صحيح، وهل علي أن أقضي ما بقي منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن خروج المذي يبطل الصوم، بشرط أن يكون خروجه بسبب لذة معتادة.

جاء في الشرح الكبير للدردير -المالكي- أثناء الحديث عن شروط صحة الصوم: (و) ترك (إخراج مني) يقظة بلذة معتادة (و) ترك إخراج (مذي) كذلك لا بلذة، أو غير معتادة. اهـ.

قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (قوله: لا بلا لذة) أي: لا إن خرج بلا لذة أصلا، أو خرج بلذة غير معتادة، فلا يفسد صومه. اهـ.

ومن هذه النصوص يعلم السائل أن خروج المذي منه للسبب الذي ذكر لا يبطل صومه عند المالكية، وأنه لا يلزمه قضاء عما سبق، ولا شيء عليه منه فيما يستقبل من الصوم.

وخروج المذي على كل حال لا يبطل الصوم عند كثير من أهل العلم، وهو القول المرجح عندنا، ويجوز لك تقليد هذا القول.

وراجع المزيد، في الفتوى: 376126

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني