الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الأب في تدليك قدمه

السؤال

أبي لديه عادة غريبة، فهو يطلب منّا ـ أنا وإخوتي كلنا ـ أن ندلك له رجله، ويقاطعنا إذا كنا نفعل شيئًا، فإذا دخلنا الغرفة الخاصة به لنحضر شيئًا، فإنه يطلب منا أن ندلك له، وهذا الأمر صار يزعجني، وإذا لم نستجب له، فإنه يغضب، كأنه يرتاح بذلك، والمشكلة أنني لكي أدلّك قدمه عليّ أن أخفض ظهري، والأمر يتعبني؛ بسبب الضغط على قدمه، وركبه، ورأسه، فإذا لم أطعه في ذلك فهل عليّ إثم، أو فيه عدم بِرٍّ به؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام والدكم يطلب منكم هذا الفعل الذي ينتفع به في بدنه، ولا ضرر عليكم فيه؛ فالواجب عليكم طاعته، ولو كان فيه مشقة محتملة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ، وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا، وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ، وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. انتهى من الفتاوى الكبرى.

فاحذر من غضب الوالد، واجتهد في استرضائه، واحتسب الأجر في الصبر على ذلك؛ فإنّ حقّ الوالد على ولده عظيم، وبرّه والإحسان إليه من أعظم القربات إلى الله، ففي الأدب المفرد للبخاري عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرب في سخط الوالد.

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه، والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني