الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث بالمعصية على سبيل الرضا بها لا يجوز

السؤال

أود أن أعرف كيف الجمع بين ذم النبي صلى الله عليه للمجاهرين بالمعصية و بين فعل الصحابة من الحديث عن أمور الجاهلية و يضحكون و النبي صلى الله عليه و سلم يبتسم؟جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن المجاهرة بالمعصية والتحدث بها أمر محرم، لما روى البخاري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا... الحديث.

والحق أنه ليس في هذا تعارض مع ما في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة وفيه: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم، ووجه ذلك أن المجاهر من غير الصحابة يذكر ذلك على سبيل الرضا بالمعصية والتعلق بها، بل قد يصل بعض العصاة إلى اعتبار فعل ذلك شرفاً يستدعي منه التصريح به ليرى السامع أنه فعل ما لم يفعله غيره، ومن كان هذا حاله فإنه يتوجه إليه الوعيد الوارد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

أما تحدث الصحابة بأمر الجاهلية، وكذا من في حكمهم ممن يدخل في الإسلام فيكون على سبيل ذكر نعمة الإسلام عليهم، حيث أخرجهم الله به من الضلالة إلى الهدى، ومن العمل بأعمال تخالف العقل والفطرة كالسجود لأصنام لا تنفع ولا تضر، ويتضح هذا جلياً من قولهم، قال صاحب تحفة الأحوذي: ومن جملة ما يتحدثون به أنه قال واحد ما نفع أحدا صنمه مثل ما نفعني؟ قالوا كيف هذا؟ قال صنعته من الحيس فجاء القحط فكنت آكله يوماً فيوما، وقال آخر: رأيت ثعلبين جاءا وصعدا فوق رأس صنم لي وبالا عليه، فقلت: أرب يبول الثعلبان برأسه، فجئتك يا رسول الله وأسلمت.

ومن هذا يتضح عدم التعارض بين الأمرين والحمد لله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني