الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تتحقق دعوة من يلعن أهله وأقرباءه؟

السؤال

والدي يقوم دائما بسبي ولعني أنا وأمي وإخوتي، وقد سب دين أمي ذات مرة دون سبب يذكر، ولا يعترف بخطئه أبدا.
هل يمكن أن يتحقق هذا اللعن، وهو أيضا قد دعا على خالاتي وجدتي. هل يمكن أن تتحقق الدعوة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت عن والدك جملة أمور عظيمة، كالسب واللعن لك ولأمك وأهلك، وما هو أخطر من ذلك كله، وهو كونه يسب الدين.

فإذا كان الأمر كذلك، فهو على خطر عظيم، فسب الدين من موجبات الكفر والردة عن الإسلام، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 167817.

وسب الناس ولعنهم ليس من شيم المؤمن، بل هو من شأن أهل الفسق والفجور، ويأثم صاحبه، وقد تعود اللعنة على قائلها، وتراجع في هذا الفتوى: 6923، والفتوى: 113754.

فالواجب نصحه ودعوته إلى التوبة، وينبغي تسليط بعض أهل الخير والفضل عليه مع الدعاء له بالهداية.

وإذا كان هذا اللعن بغير وجه حق، فالمرجو أن لا تستجاب دعوته، فمن شرط إجابة الدعاء ألا يكون فيه إثم أو قطيعة رحم. روى الترمذي عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم.

وننصح باجتناب كل ما يكون فيه استفزاز لوالدكم، ويكون سببا لوقوعه في هذه المنكرات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني