الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق احترام الأشياء التي تُكتب عليها الألفظ المعظمة شرعا

السؤال

هناك جهاز اسمه قارئ القرآن، وهو مصنوع في الصين، عبارة عن مصباح كهربائي فيه تسجيلات صوتية لتلاوات قرآنية، وعلى الكرتون الذي يغلف هذا الجهاز مكتوبة آية "اقرأ باسم ربك الذي خلق". وأنا أعرف أن القرآن يُحترم، ولا يُكتب على كراتين المنتجات.
أريد أن أطلب من الشركة عدم كتابة الآية على علبة المنتج حفاظا على الآية من أن تُرمى في القمامة. ولم أستطع إيجاد طريقة للتواصل مع الشركة؛ لكي أطلب منهم عدم كتابة الآية على كرتون المنتج، ولكني وجدت بعض الباعة الذين يبيعون هذا المنتج على الانستغرام وتويتر، فقلت في نفسي لا شك أنهم يعرفون طريقة التواصل مع شركة هذا المنتج؛ لذلك استطاعوا جلب كميات من المنتج، وبيعها في حساباتهم على تويتر وانستغرام.
فهل أطلب منهم أن يطلبوا من الشركة عدم كتابة الآية على الكرتون؟ أو أطلب منهم أن يعطوني طريقة التواصل مع الشركة؟
وعندما يرفض أحد هؤلاء الباعة مساعدتي في التواصل مع الشركة، هل يجب أن أتواصل مع حساب تويتر أو انستغرام لبائع آخر من الباعة الذين وجدتهم؟
ثم ماذا لو كان كل من في الشركة غير مسلمين -فهو كما تعلمون صُنع في الصين-؟ هل لا بأس وقتها لو نصحتهم باحترام الآية، وعدم كتابتها على العلبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن كان عنده مثل هذا الكرتون المكتوب عليه شيء من القرآن، وجب عليه أن يحسن التصرف معه بحيث لا يهان شيء من القرآن. وأما من لم يكن عنده ذلك فلا يلزمه شيء.

وإن سعى فيما ذكرته السائلة من مكاتبة الشركة المصنعة، أو مناصحة البائعين، ونحو ذلك، فهو مشكور ومأجور -إن شاء الله-.

وقد سبق أن نبهنا في عدة فتاوى، على أنه نظرا لما في هذا الأمر من الكلفة الشديدة والحرج الواضح، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر، ونشر الوعي في المجتمع؛ حتى يتعاون الجميع على احترام سائر الألفاظ المعظمة شرعا.

وانظري الفتويين: 50107، 112698.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني