الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الذنوب والمعاصي في الدنيا

السؤال

ابنتي مريضة نفسيا، وتحت ضغوط كبيرة للثانوية العامة. سؤالي: هل لو أنا أمها أعمل ذنبا ممكن ربنا يعاقبني بها؟ أو بمعنى أصح يؤدبني بها؟
وكيف أفصل بين أن ربنا لا يأخذ أحدا بذنب أحد، وبين أن توفيق وصلاح الأولاد مرتبط بي أيضا، وأني أتقي الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصحيح أن الله تعالى لا يعاقب أحدا بذنب غيره، ولكن هذا في الآخرة دار الجزاء، وأما في الدنيا -التي هي دار تكليف وابتلاء- فآثار الذنوب والمعاصي قد تتعدى صاحبها، ولا يكون ذلك في حق غيره عقوبة، وإنما هو ابتلاء وفتنة، شأنه شأن سائر الأقدار المؤلمة، ثم يقام العدل يوم القيامة.

قال نجم الدين الغَزِّي في «حسن التنبه لما ورد في التشبه»: أنشد أبو القاسم إسحاق الختلي في كتاب "الديباج" عن محمد بن يزيد لمحمود الوراق -رحمه الله تعالى-:
رأيت صلاح المرء يصلح أهله ويعديهم داء الفساد إذا فسد
ويشرف في الدنيا بفضل صلاحه ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد
وفي قوله: (ويعديهم) إشارة إلى أنه كما يحفظ بصلاحه في ولده، ويصلح الولد بصلاحه، كذلك يفسد الولد، ويضيع بفساده. قال وهب بن منبه -رحمه الله تعالى-: "يقول الله تعالى: اتقوا غضبي؛ فإن غضبي يدرك إلى ثلاثة آباء، وأحبوا رضائي؛ فإن رضائي يدرك في الأمة". وقال أيضا: "إن الرب -تبارك وتعالى- قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل: إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي ناهب، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد". رواهما الإمام أحمد في الزهد. اهـ.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 169955، 283288، 260593.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني