الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بول وفضلات الحيوان الذي يأكل فضلاته

السؤال

السؤال باختصار هو: أنا مقيمة في دولة غير عربية، وكنا نربي حيوانات أليفة تسمى: cavia أو guinea pigs وهي تشبه الأرنب في الحجم، ولكن المشكلة بعد فترة اكتشفنا أنها تأكل فضلاتها باستمرار، وأنها عملية طبيعية تقوم بها كل يوم.
فأصبحت هذه الحيوانات تحت حكم الحيوانات النجسة أو الجلالة، وبالتالي بولها وروثها نجس. لم نكن نعلم، وكانت تبول في كل مكان تقريباً، ونمسح البول بمنديل مبلل. وبعد فترة عند التنظيف ننظف كل الأرض بـ: (ممسحة مبلولة) وبذلك فإن النجاسة انتشرت في الأرض كلها. أنا -إن شاء الله- سوف أقوم بتطهير الأرض، ولكن المشكلة أن أبي يلبس الجوارب دائماً، وتبتل من الأرض. وعند لبس الحذاء يدخل يده ليلبسه فيمسك/يلمس الجوارب المبتلة، ثم يذهب لشراء الأغراض، ويستخدم قبل ذلك الجل: مطهر اليد، فتبتل يده ويمسك عربة السوبر ماركت والأشياء. وعندما يأتي إلى المنزل يمسك بمقبض الحمام وهو مبلول. نحن نستخدم كل هذه الأشياء بعده، وتكون أيدينا مبللة أحيانا.
فهل كل هذه الأشياء تنجست؟ ماذا يجب أن أفعل أحيانا أقول: لا دفعاً للمشقة، وأحيانا أقول هذا ابتلاء ولا توجد مشقة، ويجب إخبار أهلي وتطهير جميع الأشياء والمشتريات، وتطهير كل ما مسكناه وكان رطبا أو كانت أيدينا رطبة/مبللة.
هل هذا ما يجب فعله؟ سؤالي عن حكم يد أبي والأشياء التي اشتراها واستخدمها ويده مبللة بالمطهر؟
أرجوكم اقرؤوا جيداً، ولا تقولوا أشياء عامة كالأصل في الأشياء الطهارة، ولا أصل للشك. فأنا قرأت فتواكم وأعلم، ولكن سؤالي عن وضعي وموقفي.
جزاكم الله خيرا، وفرج عنكم كرب الدنيا والآخرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الحيوان مأكول اللحم، ففضلاته طاهرة، ومن ثم فأكله لهذه الفضلات لا يصير به في معنى الجلالة؛ لأن الجلالة هي ما يأكل النجس.

جاء في الموسوعة الفقهية: 1 - الْجَلاَّلَةُ: الدَّابَّةُ الَّتِي تَتْبَعُ النَّجَاسَاتِ وَتَأْكُل الْجِلَّةَ، وَهِيَ الْبَعْرَةُ وَالْعَذِرَةُ. وَأَصْلُهُ مِنْ جَل فُلاَنٌ الْبَعْرَ جَلًّا الْتَقَطَهُ فَهُوَ جَالٌّ، وَجَلاَّلٌ مُبَالَغَةٌ، وَمِنْهُ الْجَلاَّلَةُ.

وَالْمُرَادُ بِالْجَلاَّلَةِ عَلَى مَا نَصَّ الشَّافِعِيَّةُ: كُل دَابَّةٍ عُلِفَتْ بِنَجِسٍ وَلَوْ مِنْ غَيْرِ الْعَذِرَةِ، كَالسَّخْلَةِ الَّتِي ارْتَضَعَتْ بِلَبَنِ نَحْوِ كَلْبَةٍ أَوْ أَتَانٍ. انتهى.

وبول وروث مأكول اللحم طاهر عند الجمهور، فلا يكون ما يأكله من الحيوان جلالة، ولو فرضت نجاسته.

فإن كان هذا ليس الغالب على طعامه، فلا يصير بذلك جلالة أيضا. وراجعي الفتوى: 9571.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني